[فضل مصاحبة العقلاء]
قال الزهري: إذا أنكرت عقلك، فاقدحه بعاقل.
وقال: عدوك ذو العقل أبقى عليك، وأرعى من الوامق «١» الأحمق.
تبرّم العقلاء بصحبة الجهّال
قيل: العاقل بخشونة العيش مع العقلاء أسرّ منه بلين العيش مع السّفهاء وقيل: قطيعة الجاهل تعدل صحبة العاقل:
لم يبل ذو الجهل الذي ... دارت عليه صروف دهره
ببليّة أشجى له ... من جاهل يزري بقدره «٢»
يمضي حكومته عليه ... بجهله وجواز أمره
النّهي عن مصاحبة الجاهل
قال لقمان: لا تعاشر الأحمق وإن كان ذا جمال؛ وانظر إلى السيف ما أحسن منظره.
وقال الجاحظ: لا تجالس الحمقى، فإنه يعلق بك من مجالستهم من الفساد، ما لا يعلق بك من مجالسة العقلاء دهرا، من الصّلاح. فإنّ الفساد أشد التحاما بالطّباع.
وقيل: العاقل يضلّ عقله بمصاحبة الجاهل.
[استعمال العقل والجهل مع ذويهما]
قيل: العاقل يعامل الإنسان على خليقته، ويجاري الزمان على طريقته:
فكن أكيس الكيسى إذا كنت فيهم ... وإن كنت في الحمقى فكن مثل أحمق «٣»
وقال آخر:
أحامقه حتّى يقال سجيّة ... ولو كان ذا عقل لكنت أعاقله «٤»
ذمّ عاقل متجاهل
قيل: عظمت المؤنة «٥» في عاقل متجاهل، وجاهل متعاقل. وددت أني مثلك في ظنّك، وأن أعدائي مثلك في الحقيقة.
قال المتنبيّ:
ومن ذا الذي يدري بما فيه من جهل ... يرى النّاس ضلالا وليس بمهتد