للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وله:

لا يبالي الشتم عرض ... كلّه شتم وذمّ

وقال إبراهيم بن المدبر:

أحقّ النّاس كلّهم بعيب ... مسيء لا يبالي أن يعابا

وقال أبو نواس، وقد تبجح بقلة مبالاته وبما يقال فيه، ويعني بذلك في باب تعاطيه الخسارة:

جريت مع الصّبا طلق الجموح ... وهان عليّ مأثور القبيح

من يشرّف بالهجو

قال أبو نواس:

أصبح فضل ظاهر التّيه ... وذاك مذ صرت أهاجيه

كم بين فضل منذ هاجيته ... وبينه قبل هجائيه

[من يصدق هاجيه ويكذب مادحه]

قال مثقال:

ما قلت فيك هجاء خلته كذبا ... إلا بدت لك سوآت تحقّقه

وقال ابن الرومي:

خير ما فيهم ولا خير فيهم ... أنهم غير آثمي المغتاب «١»

وقال منصور بن باذان:

أبا دلف يا أكذب النّاس كلّهم ... سواي فإنّي في مديحك أكذب

ونظر رجل إلى أبي هفان يحدث آخر فقال: فيم تكذبان؟ فقالا: في مدحك.

[من لا يأثم هاجيه]

ورد في الحديث: اذكروا الفاسق بما فيه. وقيل: لا غيبة للفاسق.

قال عبدان:

وقالوا في الهجاء عليك إثم ... وليس الإثم إلا في المديح

لأنّي إن مدحت مدحت زورا ... وأهجو حين أهجو بالصحيح

المهجوّ بكلّ لسان

ذكر أعرابي قوما، فقال: قد سلخت أقفاؤهم بالهجاء ودبغت جلودهم باللؤم.

لباسهم في الدنيا الملامة وزادهم في الأخرى الندامة.

<<  <  ج: ص:  >  >>