للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الجهام]

«١» قال شاعر في جهام أراق ماءه:

كأن الغيوم خيول طراد ... أعنّتها في أكف الرياح

وقال السري الرفاء:

كحلاء حالية بكت ... حتى انثنت مرهاء عاطل «٢»

مطر مضرّ

كلّ أمطر في القرآن فهو في العذاب. نحو: وَأَمْطَرْنا عَلَيْهِمْ مَطَراً فَساءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ

«٣» وكل موضع فيه مطر فهو للرحمة. قال أبو علي البصير:

جرى الماء فيه من أسافله ... ومن أعاليه حتى ساخ منطلقا

كأنني وعيالي في جوانبه ... طيور ماء على سكر قد التبقا

وقال:

من تكن هذه السماء عليه ... رحمة أو يكنّ بها مسرورا

أيها الغيث كنت بؤسا وفقرا ... لي وللنّاس حنطة وشعيرا

وقال فيه النبي صلّى الله عليه وسلّم: اللهم حوالينا ولا علينا وكتب كاتب: فأتانا مطر مما سماه الله تعالى أذى، فحرب العمران وهدم البنيان فكم من قتيل تحت هدمه، وساهر تحت وكفه، وغريق في لجته، وصريع في هوته. وقال أعرابي: أصابنا مسافر يؤذي المسافر ولا يرضي الحاضر.

[الثلج]

كأن دقيق الثلج عند وقوعه ... على الأرض قطر أو دقيق يغربل

وقال رجل: السماء تنخل الدقيق، فسمعه عبادة فقال: قل لأمك تمسك الخمير.

قال شاعر:

وكرسف يندف في الهواء ... منتثر لم يعد في استواء «٤»

مثل نقي الفضة البيضاء

وقال كشاجم في وصفه:

شابت فسرت بذاك وابتهجت ... وكان شيبي بالشّيب مستكرها

ويشبه الثلج بالحبيب، وبلجين يسبك، وبآل يلمع ودراهم تنتثر وبقرطاس ينشر:

كأنّ ستائر الكافور مدّت ... بها والجوّ عريان سليب

<<  <  ج: ص:  >  >>