للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال أبو العتاهية:

إذا القوت تأتّى لك وال ... صّحة والأمن

وأصبحت أخا حزن ... فلا فارقك الحزن

وقال آخر:

إذا كان لي قوت بيومي وصحّة ... فلا حال أرجو بعدها أن أنالها

ولم أتتبع رتبة إن بلغتها ... أخاف بعزل أو بموت زوالها

ذمّ النفس لخوف الفقر والطمع

قيل:: أهلك الناس حب الفخر وخوف الفقر.

وقال أبو العتاهية:

رأيت النفس تحقر ما لديها ... وتطلب كل ممتنع عليها

فإن طاوعت حرصك كنت عبدا ... لكلّ دنيئة تدعو إليها «١»

[تبكيت شيخ يعمر دنياه]

قال محمود:

يا عامر الدنيا على شيبه ... فيك أعاجيب لمن يعجب

ما عذر من يعمر بنيانه ... وعمره مستهدم يخرب «٢»

وقال آخر:

عجبت لتغريسي نوى النخل بعدما ... طلعت على الستين أو كدت أفعل

وأدركت ملء الأرض ناسا فأصبحوا ... كأهل ديار أدلجوا فتحمّلوا «٣»

وما الناس إلا رفقة قد تحملت ... وأخرى تقضي حاجها ثم ترحل

راحة القنع وعزّته

قال الحسن في قوله تعالى: فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَياةً طَيِّبَةً

«٤» ، أنها القناعة. وقال النبي صلّى الله عليه وسلم: الزهد في الدنيا يريح البدن والرغبة فيها تكثر الهم والحزن. وقيل لمحمد بن واسع:

أوصني، فقال: كن ملكا في الدنيا ملكا في الآخرة. فقال آجله. وكيف لي هذا، قال:

ازهد في الدنيا واقنع.

وقال بزرجمهر: القنع عزيز في عاجله مثاب في آجله، وقال محمد بن الحنفية رضي الله عنه: ما كرمت على أحد نفسه إلا هانت عليه دنياه. من حصّن شهوته صان قدره.

<<  <  ج: ص:  >  >>