للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأوصى الشبلي رحمه الله أن يكتب على قبره: تركت الجنة وليس لها قيمة وتعلقت بالدنيا وليس لها بقاء، وضيعت العمر وليس له بدل، واتبعت النساء وليس لهن وفاء، وجفوت الربّ وليس منه عوض.

ذمّ من امتنع من التّوبة عند موته

إعتل أعرابي فقيل له: لو تبت، فقال: لست ممن يعطي على الذلّ إن عافاني الله تبت وإلا مت هكذا. وقيل للحجّاج: ألا تتوب؟ فقال: إن كنت مسيئا فليست هذه ساعة التوبة، وإن كنت محسنا فليست ساعة الفزع.

ذمّ من أوصى بما ليس له من ماله

قال النبي صلّى الله عليه وسلّم: إن لك من مالك الثلث والثلث كثير. وقال: لا نذر في معصية الله ولا وصية في مال الغير. وقيل لميمون بن مهر: إنّ رقية أعتقت كل مولاة لها عند موتها فقال: إنهم يعصون في أموالهم مرتين، يبخلون بها وهي في أيديهم حتى إذا صارت لغيرهم أسرفوا فيها.

الحثّ على أن يكون الإنسان وصيّ نفسه

. قيل: كن وصيّ نفسك ولا تجعل الرجال أوصياءك واعلم صدق الذي يقول:

ولا يغررك من توصي إليه ... فقصر وصية المرء الضياع

وفي الزهديات بعض ما أوصى به الصّالحون

ذكر الحسن عن بعضهم لمّا حضرته المنية قيل له: أوص. فقال: أوصيكم على المحافظة بآخر سورة النحل: إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ

«١» . وقيل لهرم بن حيّان: أوص. قال: مالي من مال فقد صدقتني في الحياة نفسي، ولكني أوصي بخواتيم سورة البقرة.

وقيل لعمر بن عبد العزيز: أوص لبنيك. فقال: أوصي بهم الذي أنزل الكتاب وهو يتولّى الصالحين.

من أوصى بشرّ عند موته وذكر قساوة قلبه

لما حضرت وكيعا الوفاة دعا بنيه فقال: يا بنيّ إن قوما سيأتونكم قد قرّحوا جباههم وعرّضوا لحاهم يدعون أن لهم عند أبيكم دينا فلا تقضوهم فإن أباكم قد حمل من الذنوب ما إن غفرها الله له لم تضره هذه وإلا فهي معها.

ولما حضرت سعد بن زياد الوفاة جمع ولده وقال: يا بني أوصيكم بالناس شرا

<<  <  ج: ص:  >  >>