للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[من لا تجب عليه زكاة لإنفاقه ماله]

قال بكر بن النطاح:

وما وجبت عليّ زكاة مال ... وهل تجب الزكاة على الفقير

وقال رجل من بني عذرة:

والله ما بلغت للجود ماشيتي ... حدّ الزكاة ولا إبلي ولا مالي

من ماله ماله معدّ للبذل

قال البحتري:

فتى لا يريد الوفر إلا ذخيرة ... لمأثرة تزداد أو مغرم يعرو «١»

وقال عليّ بن الجهم:

ولا يجمع الأموال إلا لبذلها ... كما لا يساق الهدي إلا إلى النّحر «٢»

[من لا يبخل بروحه ولا ماله لو سئل]

مدح رجل آخر، فقال: كيسه محلول وماله مبذول، يطعمك نفسه إن أوكلتها ويسقيك روحه إن شربتها، ومنه أخذ بعض بني غطفان:

ولو لم أجد لنزيلي قرى ... قطعت له بعض أطرافيه

وقال بكر بن النطاح:

ولو لم يكن في كفّه غير روحه ... لجاد بها فليتق الله سائله

وقال الكميت:

وتبتذل النفس المصونة نفسه ... إذا ما رأى حقّا عليه ابتذالها

وقال أبو هفّان في معناه، وإن كان في وصف الضيافة:

ولو نزل الأضياف ليلة لا قرى ... لأطعمتهم لحمي وأسقيتهم دمي

وقال ابن نباتة:

وحكّمني حتّى لو أنّي سألته ... شبابي وقد ولّى به الشّيب ردّه

[المنخدع المتباله في ابتذال ماله]

قيل: الكريم هو المنخدع عن ماله حتى يحكم فيه الطمع ويستعمل في ماله الخدع.

وقيل لبعضهم: ما الشرف؟ فقال: الإنخداع عن المال. ولا تجد أحدا يتغافل عن ماله إلا وجدت له في قلبه فضيلة لا تقدر على دفعها، وقد أدّبنا نبيّنا صلّى الله عليه وسلم بقوله: رحم الله سهل البيع سهل الشراء وهذا خلاف قول الناس: المغبون غير محمود ولا مأجور.

<<  <  ج: ص:  >  >>