للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ملكت سكينته عليه أمره ... فكأنه ساه وليس بساه

وقال ابن علقمة:

صموت في المجالس غير عيّ ... جدير حين ينطق بالصّواب

ذمّ الإكثار من الكلام

قيل: من أكثر أهجر. المكثار كحاطب الليل، من أطلق لسانه بكل ما يحبّ كان أكثر مقامه حيث لا يحبّ.

وقال الجريمي:

وخير حال الفتى في القول أقصدها ... بين السبيلين لا عيّ ولا هذر

وقال أياس لخالد بن صفوان: لا ينبغي أن نجتمع في منزلك لأنّك تحبّ أن لا تسكت، وأنا أحبّ أن لا أسمع.

الحثّ على ترك فضول الكلام

قال النبي صلى الله عليه وسلم: رحم الله من أمسك الفضل من قوله.

قال عبد الله بن الحسين لابنه: استعن على الكلام بطول الفكر، في المواطن «١» التي تدعو نفسك إلى الكلام، فإن للقول ساعات يضرّ خطؤها، ولا ينفع صوابها، وقيل: من حسب كلامه من عمله قلّ كلامه إلا فيما يعنيه.

وقال عبد الله بن طاهر لبعض منادميه: يا هذا أما أقللت فضولك أو أقللت دخولك؟

وقيل: فضل النظر يدعو إلى فضل القول.

الحثّ على السكوت مطلقا

قيل: إن كانت العافية من مالك فسلّط السكوت على لسانك. الصمت داعية المحبّة، الصمت زين العاقل وستر الجاهل.

قال الشاعر:

لو كان من فضّة تكلّم ذي ... النطق لكان السكوت من ذهب

الحثّ على تدبّر الكلام قبل إيراده «٢»

قال الحسن: لسان العاقل من وراء قلبه، فإذا أراد الكلام رجع إليه فإن كان له تكلم به وإلا تركه، ولسان الجاهل قدام قلبه يتكلّم بما عرض له. وقيل: من لم يخف الكلام تكلّم ومن خافه تبكم.

قال الشاعر:

تأمّل فلا تستطيع ردّ مقالة ... إذا القول في زلّاته فارق الفما «٣»

<<  <  ج: ص:  >  >>