قوم إذا وعدوا أو أوعدوا غمروا ... صدقا ذوائب ما قالوا بما فعلوا
وقيل: وعد الكريم نقد وتعجيل، ووعد اللئيم مطل وتعليل.
[الموفي بوعيده دون وعده]
يخلف الوعد ويوفي بالوعيد. قال ابن طباطبا:
وفيّ بما أوعدني ... وما وفى بما وعد
وقال آخر:
لها كلّ يوم موعد غير ناجز ... ووعد إذا ما رأس حول تخرّما
فإن أوعدت شرّا أتى دون وقته ... وإن وعدت خيرا أراث وأعتما «١»
[المظهر رضاه بالوعد وإن لم يتبعه إنجاز]
قال العبّاس:
وإني ليرضيني الذي غيره الرّضا ... وتقنع نفسي بالمواعيد والمطل
وقال آخر:
هلا تعلّلني بوعد كاذب
وقال كشاجم:
ألا لا أرى شيئا ألذّ من الوعد ... ومن أمل فيه وإن كان لا يجدي
وقال الموسوي:
وما ضرّهم إن لم يجودوا بمقنع ... من النيل لو منّوا قليلا وسوّفوا «٢»
وقال النظّام: كنا نلهو بالأماني، ونتمثل في هذا الباب، بقول المتنبيّ:
أرد لي جميلا جدت أو لم تجد به ... فإنّك ما أحببت فيّ أتاني
وقال بعضهم: كان الناس يفعلون ولا يقولون، ثم صاروا يقولون ولا يفعلون، والآن ليسوا يقولون ولا يفعلون.
[عذر من أخلف وعدا]
سأل رجل أبا عمرو بن العلاء حاجة فوعده، ثم لم ينجزه، فقال: أخلفت. فقال أبو عمرو: فمن أولى بالغم؟ قال الرجل: أنا، فقال: بل أنا لأني وعدتك فأبت بفرح الوعد وأبت بهمّ الإنجاز، ثم عاق القدر عن بلوغ الإرادة فلقيتني مدلا ولقيتك محتشما.