باتت تلوم وتلحاني على خلق ... عوّدته عادة والخير تعويد
وقال آخر:
وإني امرؤ عوّدت نفسي عادة ... وكلّ امرىء جار على ما تعوّدا
وقال الموسوي:
دعي عذلي فليس العذل يجنى ... به ما أثمرت شيمي وعادي
وقال آخر:
إذا كنت شمسا نورها من طباعها ... فكيف بأن نلقاك غير منير
[من لا يترك عادته في الجود وإن دفع إلى ضيق]
كانت أخت حاتم سخية لا تبقي شيئا، فحظّر عليها إخوتها وحبسوها حتى ذاقت طعم الجوع والفقر، فظنّوا أنها قد وجدت ألم الضيق والفقر، فأطلقوها ودفعوا إليها صرمة فأتتها سائلة، فقالت: دونك الصرمة، لقد غضّني من الجوع ما لا أمنع بعده سائلا أبدا، ثم أنشأت:
لعمري لقدما عضّني الدهر عضّة ... فآليت أن لا أمنع الدهر جائعا
وقال آخر:
وإن مسّه الإقواء والجهد زاده ... سماحا وإتلافا لما كان في اليد «١»
ولما أسنّ ابن جذعان أخذ بنو تميم على يده، فكان إذا أتاه سائل يقول: أدن مني فيلطمه، ويقول: أطلب من قومي قصاص لطمتي، ولا ترض بدون كذا، فيفعل فترضيه بنو تميم.
قال سلم:
وكلّ فخر إذا فاخرت مطّرح ... وكلّ جود إذا ما جدت مغمور