قيل: صحبة الأخيار تورث الخير وصحبة الأشرار تورث الشرّ، كالريح إذا مرّت على النتن حملت نتنا وإذا مرّت على الطّيب حملت طيبا.
وقال النبي صلّى الله عليه وسلم: مثل الجليس الصالح كمثل الذي إن لا يجدك من عطره يعلقك من ريحه. ومثل الجليس السوء كمثل التّبن إن لم يحرقك بشرره يؤذك بدخانه.
* الحثّ على مصاحبة من ينتفع به
قيل: لا تصاحب إلا رجلا ترجو نواله أو تخاف يده أو تستفيد من علمه أو ترجو بركة دعائه. وقال أبو جعفر بن محمد: عليك بصحبة من إن صحبته زانك، وإن خدمته صانك، وإن نزلت حاجة ما بك أعانك، وإن سألته أعطاك، وإن تركته بداك، إن رأى حسنة أظهرها أو سيئة سترها.
وقال بعض من سمع ذلك لابن عيينة: ما أراه إلا أمره أن لا يصحب أحدا، فقال:
بلى إنه أدرك الناس وهذه الأخلاق فيهم، فأوصى بقدر ما عرف.
[* كون الإنسان مصاحبا شكله]
«٤» قال النبي صلّى الله عليه وسلم: المرء على دين خليله فلينظر امرؤ من يخالل. وقال إياس: قدمنا بلدكم فعرفنا خياركم من شراركم في يومين. قيل له: كيف؟ قال: كان معنا خيار وشرار فلحق خيارنا بخياركم، وشرارنا بشراركم، فألّف كل شكله. قال شاعر: