للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كأنّه عاشق قد مدّ بسطته ... يوم الفراق إلى توديع مرتحل

وقدّم إلى بعضهم جدي خشب لم ينضج، فقال: كأنه شريحة من قصب. قال ابن طباطبا يذمّه:

قد أتينا به عواري ضلوع ... هي في الوصف والمدار سواء

حار فهمي فلست أدري أمدرا ... ة بدت أم شريحة أم شواء

وقدّم لأبي على القسري مرّة شواء غير نضيج، فقال: هذا لا تعمل فيه العوامل.

وقال بعض القدماء في سفود عليه لحم:

وذي شعب شتّى كسوت فروجه ... بغاشية يوما مقطّعة حمرا

وينشد في غير النضيج عبدة بن الطيب:

لما نزلنا رفعنا ظلّ أخبية ... وفاز للحم بالقوم المراجيل

وردا وأشقر لم ينهبه طالبه ... ما غير القلي منه فهو مأكول

[القديد]

حمل إلى أعرابي لحم مقدّد صلب، فقال: ما هذا لحم مقدّد بل حبل ممدّد.

البيض والعجّة

قال ابن أبي البغل:

وصفّ على الكانون بيض كأنّه ... فرائد درّ سلّ من صدف البحر

كما اصطفّ أرجاء الندى وصائف ... على دستبيد قد تملّى من الخمر «١»

أكل بعضهم بيضا مع سلطان يأكل الصفرة ويؤثره بالبياض، فقال الرجل: سقى الله العجّة ما أعد لها. وكتب منصور الفقيه إلى جار له يستدعي منه بيضا لابنه:

لأبي الفضل إذا هـ ... مّ بما يهوى لجاجه

فله عندك مطلو ... ب ومأمول وحاجه

درّة ليست من البح ... ر ولكن من دجاجه

[البرزماورد]

قيل: البرزماورد نرجس الموائد، وقد أحدثته الفرس في بعض الحروب واستخفّوا حمله في المعازل، وسموه رزماورد. هو طعام أفاده الحرب، ثم قيل بزم أورد. وقيل:

سمي زماورد وسمي المهيأ والميسر، قال الشاعر:

كلّ الميسّر من راسين يا سكني ... لا يستطاع ولا سيفان في غمد

<<  <  ج: ص:  >  >>