للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولا تركب ولا تنك إلا فتيا. وقيل: مضاجعة العجوز يخلف منها موت الفجأة.

قال شاعر:

ولا تنكحنّ الدّهر ما دمت أيّما ... مجربة قد ملّ منها وملّت

وقال لبعض من فضّل العجائز: إن اختيار الكبيرة على الصغيرة لعدم اللبّ واسترخاء الزب ورين على القلب والتماس سهولة العلاج للعجز عن الإيلاج فقال: كلا العجوز أقنع باليسير وأصبر على تقلب الدهور وأقل مشاغبة ومجاذبة، تؤثر التذلل وتجتنب التدلل، تصبر على الإقلال وتؤمن من ولادتها الزيادة في العيال إن اتسع بعلها صانت ماله وإن ضاق سترت حاله. نعم قعدة الغيور ومطيّة ذي الأير العثور. لا تسبق إليها الظنون ولا تثبت معها القرون، ألوف عروف غير غروف ولا عيوف.

[إختيار الأبكار والثيبات]

قال النبي صلّى الله عليه وسلّم: عليكم بالأبكار فإنهنّ أطيب أفواها وأنتق «١» أرحاما. قال علي رضي الله عنه: إن المرأة لا تنسني أبا عذرتها.

وقال حكيم لمن استشاره: أما البكر فلك لا عليك وأما الثيب فلك وعليك وأما ذات الولد فعليك لا لك.

وقيل: إيّاك والحنّانة والمنانة والأنّانة والحدّاقة وذات الدايات فالحنّانة التي تحن إلى ولدها من غيرك والمنّانة التي تمنّ بمالها على زوجها والأنّانة التي تئن من غير وجع والحدّاقة التي تحدّق إلى كل شيء فتقول ليته لي وذات الدايات التي عندها عجوز تقول هي دايتي. وقيل إياك والرقوب الغصوب القطوب العلياء الرقياء الحنّانة والمنّانة. وقيل: إن لم تتزوج بكرا فتزوج مطلقة ولا تتزوج مميتة فإن المطلّقة تقول لها لو كان فيك خير لما طلقك زوجك والمميتة تقول لك: رحم الله فلان قد كان لي خيرا منك بكذا وقال علي بن الجهم أنشدت امرأة:

قالوا عشقت صغيرة فأجبتهم ... أشهى المطيّ إليّ ما لم يركب

كم بين حبّة لؤلؤ مثقوبة ... نظمت وحبّة لؤلؤ لم تثقب

فأجابتني:

إن المطيّة لا يلذّ ركوبها ... حتى تذلّل بالزمام وتركبا

والدّر ليس بنافع أربابه ... حتّى يجمع في النّظام ويثقبا

وكانت عند الأحنف امرأة فطلقها وتزوجها ابن عم لها فكتب إلى الأحنف:

إن كنت أزمعت أمرا فأمضينّ له ... إن الغزال الذي ضيّعت مشغول

فكتب إليه الأحنف يقول:

<<  <  ج: ص:  >  >>