للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[من أنكر لحنا بنادرة]

مرّ رجل بأديب فقال: كيف طريق البغداد؟ قال بالحذاء. ثم مرّ به آخر، فقال له:

كيف طريق كوفة، فقال: من ههنا وبادر فمع ذلك المار ألف ولام تحتاج إليهما وهو مستغن عنهما فخذهما منه. وقال رجل لأبي العيناء أتامر بشيأ فقال نعم بتقوى الله وحذف الألف من شيأ. وكان رجل يسقي صديقا له صرفا «١» ويغني له:

يديرونني عن سالم وأديرهم ... وجلدة ما بين الأنف والعين سالم

فقال: أحب أن تجعل ماك من البيت في القدح.

من اعتذر عن لحنه «٢» بعذر مستملح «٣»

قصد رجل الحجّاج فأنشده:

أبا هشام ببابك ... قد شمّ ريح كبابك

فقال: ويحك لم نصبت أبا هشام فقال الكنية كنيتي إن شئت رفعتها وإن شئت نصبتها. وكتب محمد الأمين، فيما أظن على ظهر كتاب:

عشقت ظبيا رقيقا ... في دار يحيى بن خاقا

وكتب تحته: اردت خاقان وخاقان مولى لي، إن شئت أثبت نونه وإن شئت أسقطته. وقال رجل لآخر ما اشتريت؟ قال: عسل. فقال: هل لا زدت في عسلك ألف، فقال: وأنت هلا زدت في ألفك ألفا «٤» .

[من أنكر لحنا بطبعه]

سمع أعرابي مؤذنا يقول: أشهد أنّ محمدا رسول الله بالنصب، فقال: الأعرابي فعل ماذا؟ فهذا علم بطبعه أنه لم يأت بخبر أنّ.

وسمع رجل آخر يقرأ وحملناه على ذات ألواح ودسر تجري بأعيننا جزاء لمن كان كفر بفتح الكاف والفاء فقال: لا يكون هذا فقالوا: كفر، فقال: أما هذا فنعم.

المتأذّى بلحنه

قدم رجل على زياد فقال: إن أبونا مات، وأخينا وثب على مال أبانا فضيّعه. فقال زياد: الذي ضيّعته من لسانك أضر عليك مما ضيعه أخوك من مالك.

<<  <  ج: ص:  >  >>