وقال آخر:
لساني وقلبي شاعران كلاهما ... ولكنّ وجهي مفحم غير شاعر
قال العبّاس بن الأحنف:
من راقب النّاس مات غمّا ... وفاز باللذّة الجسور
[(٥) الأمانة والخيانة]
الحثّ على الأمانة والنهي عن الخيانة
قال الله تعالى: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى أَهْلِها
«١» وقال: وَلا تَكُنْ لِلْخائِنِينَ خَصِيماً
«٢» وقال: وَأَنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي كَيْدَ الْخائِنِينَ
«٣» وقال النبي صلّى الله عليه وسلم: لا إيمان لمن لا أمانة له. ومن دعائه عليه السلام: أعوذ بك من الخيانة فبئست البطانة. وقال الجاحظ:
سقى الله قبر الأحنف حيث يقول: الزم الصيحة يلزمك العمل. وقال: إذا لم تكن خائنا فبت آمنا. وقيل: أفحش الزمانة عدم الأمانة إذا ذهب الوفاء نزل البلاء وإذا مات الاعتصام عاش الانتقام. خيانة الناس أقبح الإفلاس وقال معاوية: إلزم الرفيعين: الأمانة والعدل.
الحثّ على الوفاء ومدحه
قال الله تعالى: وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ
«٤» وقال: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ
«٥» وقال: وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذا عاهَدْتُمْ وَلا تَنْقُضُوا الْأَيْمانَ بَعْدَ تَوْكِيدِها
«٦» وقيل إذا ذهب الوفاء نزل البلاء وإذا ظهرت الخيانات استمحقت «٧» البركات. وقيل: الوفاء من شيم الكرام والغدر من همم اللئام. وقيل في قوله تعالى:
وَثِيابَكَ فَطَهِّرْ
«٨» ، لا تلبس ثيابك على الغدر.
[مدح ذوي الوفاء]
قال الله تعالى: وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذا عاهَدُوا
... وَالَّذِينَ هُمْ لِأَماناتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ راعُونَ*
«٩» ، قال شاعر:
ولم توقد لها بالغدر نار