للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال صلّى الله عليه وسلم: أنفق بلالا «١» ولا تخش من ذي العرش إقلالا.

قال شاعر:

وإن أشدّ الناس في الحشر حسرة ... لمورث مال غيره وهو كاسبه

ولهذا باب في ابتداء فضل الجود.

الحثّ على الإنفاق وقت السعة وإظهار أثر النعمة

قال الله تعالى: لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتاهُ اللَّهُ لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا ما آتاها سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْراً

«٢» (الآية) . وبعث عمر رضي الله عنه إلى أبي عبيدة بن الجراح وهو أمير الشام مالا، وقال للرسول: أنظر ماذا يصنع فرآه يوسع على عياله، ثم نقص من أرزاقه فقتر عليهم. فقال عمر: رحم الله أبا عبيدة وسعنا عليه فوسع وقترنا عليه فقتر. وسئل الحسن رضي الله عنه عن رجل آتاه الله مالا فأنفق على أهله ما لو أنفق دونه لكفى، فقال: وسع على نفسك وعلى عيالك كما وسع الله عليك فإن الله قد أدب عباده أحسن تأديب. فقال: لينفق ذو سعة من سعته، ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله، وما عذب الله قوما وسع عليهم فشكروه ولا غفر لقوم ضيق عليهم فكفروه.

وقال صلّى الله عليه وسلم: إن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده ويبغض البؤس والتباؤس. وقال صلّى الله عليه وسلم:

من آتاه الله خيرا فلير أثره عليه.

[ذهاب المال الحرام في الأباطيل]

قال الحسن رحمه الله: إذا أردت أن تعلم من أين أصاب الرجل المال فأنظر في أي شيء ينفقه، إن الخبيث ينفق في إسراف. وقيل: من درى من أين أخذ درى أين أنفق.

[التظلف والتذمم لمكسب دنيء]

قيل في المثل: نفع قليل وفضحت نفسي. تجوع الحرّة ولا تأكل بثدييها.

قال شاعر:

أصبت صنوف المال من كلّ وجهة ... فما نلته إلا بكفّ كريم

وإنّي لأرجو أن أموت فتنقضي ... حياتي وما عندي يد للئيم

[حكم وجود الضالة]

سئل النبي صلّى الله عليه وسلم عن ضالّة الإبل، فقال: مالك ولها، معها سقاؤها وحذاؤها، ترد الماء وتأكل الشجر. قيل: فضالة الغنم، قال: هي لك أو لأخيك أو للذئب. وسئل عن اللقطة فقال: إحفظ عفاصها ووكاءها «٣» وعرفها سنة فإن جاء صاحبها وإلا فشأنك بها.

<<  <  ج: ص:  >  >>