للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحمل خوفا من النمل، لأن ولدها ككتلة شحم، فيقصده النمل. ولذلك قال المتنبّي:

يرد أبو الشبل الخميس عن إبنه ... ويسلمه عند الولادة للنمل

واستوصف عبد الملك أبا زبيد أن يذكره نثرا فقال له: عينان حمراوتان مثل وهج التنّور كأنما نقرا بالمناقير، في عرض حجر لونه ورد، وزئيره رعد، هامته عظيمة وجبهته شتيمة، نابه عنيد وشرّه عتيد، إذا استدبرته قلت أفرع. وإذا استقبلته قلت أقرع. إذا مشي تبهنس، وإذا أتى اللّيل إعلنكس تبوأ وتجسس. فقال: حسبك لقد وصفته بصفة خلته يثب عليّ. قال:

ضرغامة أهرت الشدقين ذو لبد ... كأنّه برنسا في الغاب مدرع

وقال الفرزدق:

هزبر هريت الشدق ريبال غابة ... إذا سار عزته يداه وكاهله «١»

شتيم المحيا لا يخاتل قرنه ... ولكنّه بالصحصحان ينازله

وقال ابن هرمة:

أسد في الغيل يحمي أشبلا ... قلّما يعتاده فيه القرم

مطرق يكذب عن أقرانه ... ينقض الكلم إذا الكلم التأم

وقال المتوكل الليثي:

فهابوا وقاعي كالذي هبّ حادرا ... شتيم المحيا خطوه متدان

تشبه عينيه إذا ما فجأته ... سراجين في ديجورة يقدان «٢»

كأنّ ذراعيه لبدة نحره ... خضبن بحناء فهنّ قوان

أزب هريت الشدق ورد كأنّما ... يعلي أعالي لونه بدهان

مضاعف طيّ الساعدين مصنر ... هموس دجى الظلماء غير جبان

[الذئب]

قصد ذئب الفرزدق فألقى إليه ربع مسلوخة كانت معه فلما ارتحل عارضه فقال:

وليلة بتنا بالعرينين ضافنا ... على الزّاد ممشوق الذراعين أطلس

تلمسنا حتّى أتانا ولم يزل ... لدن فطمته أمّه يتلمّس

فقاسمته نصفين بيني وبينه ... بقية زادي والركائب نعّس

<<  <  ج: ص:  >  >>