للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال ابن أبي السمط:

وبادر بأيام الشباب فإنّها ... تفوت وتمضي والغواية تنجلي

وأنشد أبو العتاهية قوله:

إن الشباب حجّة التّصابي ... روائح الجنّة في الشّباب

قال: كيف ترونه؟ فقالوا: حسن فقال: إن له جناحين يطير بهما في الجنة.

[من تعاطى التصابي في مبدأ ظهور شيبه]

قال ديك الجن:

وقالوا قد توشّح عارضاه ... فقلت الآن أوضع في الأثام «١»

وقال ابن طباطبا:

أقول وقد أوقظت من سنّة الهوى ... بعذل يحاكي لذعه لذعة الهجر

دعوني وليل اللهو في ليل لمّتي ... ولا توقظوني بالملام إلى الفجر

[من استهان بالشيب فتعاطى بعده التصابي]

قيل لخاسر: ما أكبر ما صنع بك الشيب؟ فقال: ما صنعت به أكبر والله ما هبته ولا رعيته ولا امتنعت له عن تعاطي محرم وارتكاب مأثم، ونظمه من قال:

لعمري لئن حلّ المشيب بلمّتي ... لقد كان ما أحللت بالشيب أعظما

سل الشيب عنّي هل عرفت وقاره ... وهل عفت حوبا أو تجنّبت مأثما «٢»

وقال أبو نواس:

يقولون في الشيب الوقار بأهله ... وشيبي بحمد الله غير وقار

وقال ابن المعتز:

لمّا تولّى الشباب عنّي ... صفعت وجهي على المشيب

وقال بعض العلويين:

إن يكتهل منه القذال فحبّه ... في الغانيات وحبّهنّ غلام

همّ متعاطي التصابي ومشتاق إليه

حمل شاب غلاما إلى خربة فلما خلا به اطلع عليهما شيخ، فقال: فعل الله بكم فمن مثل فعلكم يغلو السعر وينزل البلاء. فعدا الشاب خوفا، فخلا الشيخ بالغلام فاطلع الشاب، فقال: يا عمّ الحمد لله قد رخص السعر وارتفع البلاء.

<<  <  ج: ص:  >  >>