سلمان الفارسي «١» رضي الله عنه: الناس أصناف أربعة أسد وذئب وثعلب وضأن. فأما الأسد فالملوك يأكلون الناس أكلا، والذئب التجار يختلسون، والثعلب القراء المخادعون، وأما الضأن فالمؤمن ينتهشه كل من رآه. وقال بعضهم الناس أخياف «٢» علق «٣» مضنة «٤» لا يباع وعلق مظنة لا يبتاع. وقال بعضهم الناس في أخلاقهم كما قال أبو العتاهية:
من لك بالمحض وليس محض ... يخبث بعض ويطيب بعض
التمدّح بمخالفة النّاس والحثّ عليه
قال الشاعر:
أنا كالمرآة ألقى ... كلّ وجه بمثاله
وقال آخر:
متخلّق من حسن كلّ خليقة ... كعطارد في طبعه المتمازج
وقال آخر:
أحامقه حتّى يقال سجيّة ... ولو كان ذا عقل لكنت أعاقله
وقال آخر:
فكن أكيس الكيسى إذا كنت فيهم ... وإن كنت في الحمقى فكن مثل أحمقا «٥»
ذمّ متفاوت الخلق متلوّن
هو ذو لون مختلف الفعال وقال الأحنف لأن ابتلي بألف جموح لجوج أحّب إليّ من أن ابتلي بمتلون واحد:
فتى شان أخلاقه بلقة ... ففيهنّ بيض وفيهنّ سود «٦»
أديب جواد جميل الرّجاء ... فصيح بليغ كريم مجيد
وقد شان تحسينه أنّه ... عجول حديد حقود حسود
وقال رجل: إنه ليبلغ من مللي أن أغيّر كلّ شهر كنيتي مرتين. وقال خالد بن صفوان إنّه ليبلغ من مللي أن أتبرم بنفسي فأتمنّى أن يؤخذ مني رأسي فلا يرد إليّ إلا في كل أسبوع. وقال الجاحظ: التلوّن أن يكون سرعة رجوع المرء عن الصواب كسرعة رجوعه عن الخطأ.