للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نثرت له عشرين بيضا كأنّها ... على كفّة الميزان زهر الكواكب

فصبّ لنا حمراء ينزو حبابها ... إذا شعشعت بالدنّ نزو الجنادب «١»

وقال ابن المعتزّ، وهي أبيات مستحسنة ولذلك ذكرت جملتها:

وفتيان صدق قد بعثت بسحرة ... إلى بيت خمّار فحطّوا به رحلا

وقام إلى مخزونة بابلية ... كست دنّها أيدي عناكبها غزلا «٢»

مسندة قامت ثلاثين حجّة ... كواضعة رجلا وقد رفعت رجلا

وأخرج بالميزان منها سبيكة ... كما فتل الصواغ خلخاله فتلا

إذا قرعت بالماء خلت بكاسها ... مدبّ دبا تعلو أكارعه رملا

فلما رأوها في الزّجاجة سبّحوا ... وكبّر إجلالا لها العلج أو صلّى

وظلّ يناجي شحّ نفس وجودها ... فطورا بها صعبا وطورا بها سهلا

فما زال حتّى زال بالمال حكمه ... ولم ندّخر عنها السماحة والبذلا «٣»

وجاؤوا بها كالشّمس يأكل نورها ... زجاجتها في كفّ شاربها أكلا

عروس جعلنا مهرها بعض ديننا ... فما رضيت حتى وهبنا لها الكلّا

وله:

لا علم لي أين يثوي الخضر من بلد ... لكنّ إبليس في قطر بل ثاوي «٤»

بحيث لا لوم في سكر ولا طرب ... ولا يقصر في أفعاله غاوي

[(٤) ومما جاء في وصف آلات الشرب والمجالس]

الأباريق المفدّمة والطّوال الأعناق

وقال أبو الهندي:

مفدّمة قزا كأنّ رقابها ... رقاب بنات الماء أفزعها الرّعد «٥»

وقد زاد هذا على قول علقمة:

كأن إبريقهم ظبي على شرف ... مفدّم لبس الكتّان ملثوم

<<  <  ج: ص:  >  >>