تظنّ ابتساماتي رجاء وغبطة ... وما أنا إلّا ضاحك من رجائيا «١»
[من لا ينال خيره ولا يرجى فضله]
قال الصاحب بن زرارة في أخيه صاعد: هو والله ليس برطب فيعصر ولا بيابس فيكسر، ما عنده خلّ ولا خمر، سواء هو والعدم.
وكان عبد الملك يقال له رشح الحجر لبخله.
وشاتم أعرابي رجلا فقال: إنكم لتقصرون العطاء وتعيرون النساء وتبيعون الماء، ما عنده فائدة ولا عائدة، ولا رأي جميل ولا إكرام دخيل. وقالت امرأة لزوجها: والله ما يقيم الفأر في دارك إلا حبّ الوطن. وقيل في رجل: بئس منتجع المجدب. قال شاعر:
وبحر السراب يفوت الطّلاب ... فقل في طلابك جئنا به
وقال المتنبيّ:
ولا يدرّ على مرعاكم اللبن «٢»
وقال أبو هفّان:
سواء إذا ما زرتهم في ملمّة ... أزرتهم أم زرت من في المقابر
وقيل لأبي العيناء: كيف وجدت فلانا لما قصدته؟ قال: وجدته لا يعود إليه حرّ.
وقصد رجل سلطانا فلما رجع، قيل له: ما ولّاك؟ فقال: ولّاني قفاه وأولاني منعه وحماني نفعه.
من تأبى نفسه السّماحة
قال شاعر:
يعالج نفسا بين جنبيه كزّة ... إذا همّ بالمعروف قالت له: مهلا «٣»
وقال آخر:
كأنّما يعطيك من بصره
وقال سعيد بن عبد الرحمن:
أبي لك فعل الخير رأي مقصر ... ونفس أضاق الله بالخير باعها
إذا هي حثّته على الخير مرّة ... عصاها وإن همّت بشرّ أطاعها