للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أجرني من ذلّ السؤال واعفني ... فكلّ عزيز في السؤال ذليل

وقال العماني:

أنت تسقي والربيع ينتظر ... وخير أنوار الربيع ما ابتكر «١»

الحثّ على تعجيل السؤال

وقال بعضهم «٢» :

جعلت فداك لم أسأ ... لك ذاك الثوب للكفن

سألتكه لألبسه ... وروحي بعد في البدن

وقيل: أهنأ المعروف أعجله. وقال بعض الناس: إذا أوليتني نعمة فجعلها فإن النفس مولعة بحب العاجل، وإن الله تعالى قد أخبر عما في نفوسنا، فقال: كَلَّا بَلْ تُحِبُّونَ الْعاجِلَةَ

«٣» . وقال مروان بن أبي حفصة:

فما نحن نخشى أن يخيب دعاؤنا ... لديك ولكنّ أهنأ العرف عاجله «٤»

الحثّ على تعجيل الرّفد أو الرد

قيل: من الظفر تعجيل اليأس من الحاجة إذا أخطأك قضاؤها. وقيل: السراح من النجاح. وقال بعضهم: أنت ذو أناة أعجز عن الصبر عليها، فوعد نجيح أو يأس مريح.

وسأل رجل طائيا، فمنعه. فقال له: لم تجد جوادا حاتميا، فقال: إن لم أجد جوده فقد منعت منه، حيث يقول:

أماري فأما مانع فمبين ... وإما عطاء لا ينهنه الزّجر «٥»

وقال آخر:

أرحني بيأس أو بتعجيل حاجة ... فكلتاهما للمرء روح منعم «٦»

ولا تك كالعذراء يوم نكاحها ... إذا استؤذنت في نفسها لم تكلّم

وقيل: إن بعض الناس أقام بباب بعض الملوك مدة فلم يحظ منه بشيء، فكتب أربعة أسطر في رقعة: الأول الأمل والضرورة أقدماني عليك، الثاني ليس على العدم صبر، الثالث الرجوع بلا فائدة شماتة الأعداء، والرابع إما نعم مثمرة وآمالا ميئسة، فكتب تحت كل سطر: زه يعطى لكل منها أربعة آلاف درهم.

من سأل وذكر أنّ النعمة لا تغني في غير وقتها

.

<<  <  ج: ص:  >  >>