للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال الصّابي في المطهر لما قيّد وحبس:

لساني في نشر المدائح مطلق ... وساقي في قبر المحابس موثق

وحلمك يأبى الجمع ما بين ذا وذا ... فحتّى متى بين الفريقين أفرق

وأتى المنصور برجل جان فأمر بقتله فقال: إن الله أعظم سلطانا منك وعاقب بالخلود لا بالفناء، فأمر بحبسه.

كتب أبو ثوابة إلى قوقارة يقول: ما رأيك أبقاك الله في المصير إلى الحبس موفق إن شاء الله فكتب قوقارة تحته لا رأي لي في ذلك.

[تهنئة مطلق من الحبس]

قال البحتري:

وما هذه الأيام إلا مراحل ... فمن منزل رحب إلى منزل ضنك

وقد هذّبتك النائبات وإنّما ... صفا الذهب الأبريز قبلك بالسبك

أما لك في الصّديق يوسف إسوة ... لمثلك محبوس على الظلم والإفك

أقام جميل الصبر في السجن برهة ... فآل به الصبر الجميل إلى الملك

[المصلوب]

مرت امرأة بجعفر بن يحيى وقد صلب. فقالت: لئن صرت اليوم راية لقد كنت بالأمس غاية. وقيل لأعرابي إنّ الخليفة صلب فلانا فقال: من طلق الدنيا فالآخرة صاحبته ومن فارق الخز فالجذع راحلته. قال أبو تمام:

بكّروا وأسروا في متون ضوامر ... قيّدت لهم من مربط النجار

سود الثياب كأنّما نسجت لهم ... أيدي السموم مدارعا من قار «١»

لا يبرحون ومن رآهم خالهم ... أبدا على سفر من الأسفار

وقال ابن سلكة:

كأنّه شلو شاة والهواء له ... تنّور شاوية والجذع سفّود

وقال آخر:

يظلّ في منزل أناف به ... مستضحكا لا يطيق ضمّ فمه

تنتابه الطير والنسور وما ... يبخل عنها بلحمه ودمه

عوفي من ضمّة الضريح ومن ... ثقل الثّرى والثواء في رحمه

<<  <  ج: ص:  >  >>