للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النّصارى

النسطورية واليعقوبية والملكانية واللاهوتية والصقالبة. فالنسطورية منسوبون إلى نسطور الاسكندراني «١» ، يقول: عيسى كلمة الله وروحه حلت في بطن مريم بطبيعة لاهوتية. ويقولون أنه ليس بجسم، وفي عيسى روحان قديم ومحدث. والملكانية وصاحبهم توقياس قالوا ليس في عيسى نفس مخلوقة والله إسم لثلاثة معان أب وابن وجوهر ثالث وهو روح القدس. واليعقوبية إلى يعقوب يقولون عيسى كلمة الله وكلمة الله لا لحم ولا دم، ثم نزل في بطن مريم عليها السلام فاتخذ من لحمها هيكلا فصارت الكلمة لحما ودما فذلك هو الابن اللاهوتي، وكان في مكان ثم صار في مكان وهم ينالون مذهبهم للفظة زعموها في الإنجيل. والصابئون هم قوم من النصارى الصقالبة يقرون بالخالق ويسمونه نعم، وكان له ولد فغرقت الدنيا ولم يبق إلا الله كأنهم يعنون نوحا.

المتبجّح بالتّعطيل

قال أبو نواس:

وأيسر ما أبثّك أنّ قلبي ... بتصديق القيامة غير صاف

وقال ديك الجن:

أأترك لذة الصهباء عمدا ... لما وعدوه من لبن وخمر «٢»

حياة ثم موت ثم بعث ... حديث خرافة يا أم عمرو

وغضب الفضل بن الربيع على أبي نواس، وقال أنت القائل:

يا أحمد المرتجى في كل نائبة ... قم سيدي نعص جبار السماوات

فقال: نعم، فسأل جماعة الفقهاء عنه فكل قال بحل دمه، فقال أبو نواس إن كنتم قلتم ذلك من عقولكم فقبحا لها وتخمينا، فما أبعدكم من العقل هل للسماء من جبر أو كان بها كسر فاحتيج إلى أن تجبر. قال بعض الثنوية:

عجب لكسرى وإيوانه ... وغسل الوجوه ببول البقر

وقيصر لمّا ثوى عاكفا ... لما عملته أكفّ البشر

وعجب اليهود بربّ يسرّ ... بسفك الدماء وشمّ القذر

وعند النصارى طريق النجاة ... بشرب الخمور وترك الزّفر

وقوم يرومون بيت الحرام ... لرمي الجمار وحلق الشعر

<<  <  ج: ص:  >  >>