للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[من باع نفيسا واشترى خسيسا]

قال الله تعالى: وَلا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ

«١» . باع رجل دابة واشترى بها بازيا فقال له أبوه: يا أحمق بعت ما تركبه واشتريت ما يركبك. وباع رجل بستانا واشترى به دابة، فقال له رجل: بعت ما كنت تعلفه السرجين «٢» فيعوضك الشعير بما يأكل ويعوضك السرجين.

وفي المثل: كالمشتري النافقاء باليربوع وما كل مبتاع من رابح، قال ابن معروف القاضي:

يا خاسر الصفقة في سعيه ... وبائعا بالخزف الدرّه «٣»

كان يباع زرياب بدينار فقال أعرابي: لماذا يصلح هذا؟ فقيل إنه يضغب «٤» ضغيب السنور، فقال: اشتر سنورا بنصف درهم يضغب لك أجود من هذا ويصطاد الفأر زيادة.

[بيع نفيس للحاجة إليه]

دخل أعرابي بفرس يبيعه، فقيل له: صف فرسك، فقال: ما طلبت عليه قط إلا لحقت ولا طلبت عليه إلا سبقت، فقيل له: فلم تبيعه؟ فقال:

وقد تخرج الحاجات يا أمّ مالك ... كرائم من ربّ بهنّ ضنين «٥»

ذمّ البيع والابتياع نسيئة

قيل: إياك أن تتكلم على وجهك في سوقك دون رأس مالك، أو تشتري شيئا بجميع مالك وخير التجارة ما لا يعرف أهلها النسيئة. باع رجل دارا من تركي نسيئة فجاءه يوما متقاضيا فأخذه وصفعه صفعات، فلما انصرف، قيل له: ما استوفيت من ثمن الدار، فقال:

صفعات في قفاي. عرضت جارية على عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه فأحب شراءها ولم يكن عنده ثمنها، فقال البائع: أنا أوخرك، إلى العطاء، فقال: لا أريد لذة عاجلة بذلة آجلة. وعرض على رجل شيء ليشتريه، فقال: ما عندي ثمنه، فقال البائع: أنا أؤخرك، فقال: أنا أؤخر نفسي.

[بيع مرغوب عنه]

قال أبو حكيمة في عبد باعه:

بعنا تعيسا ولم يحزن له أحد ... قد غاب عنّا فغاب الهمّ والنكد

أحسن به خارجا من بين أظهرنا ... لم نفتقده وكلب الدار يفتقد

وباع عبيد الله ضيعة له، فقال:

قيل لي كيف أنتم قلت بعنا ... ضيعة عدة بشيء قليل

<<  <  ج: ص:  >  >>