للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وسئل بعض الصوفيين: لم وصف الله تعالى بخير الرازقين، فقال: لأنه إذا كفر أحدهم لا يقطع رزقه.

وكان محمد بن سليمان يجري على رجل شيئا، فغضب عليه فقطعه، ثم رضي عنه فردّه، فأبى الرجل أن يقبله، وقال: إني كنت أظن أن إعطاءه مكرمة، فأما وقد صار غضبه يقطعه فلا حاجة لي فيه.

[من عطاؤه لا ينقطع]

قال الأعشى:

وليس عطاء اليوم مانعه غدا

وقال ابن الرومي:

نوالك كالسيل المسهل بعضه ... لبعض طريق الجري في السّهل والوعر

وقال آخر:

كلّما عدنا لنائله ... افتررنا جوده جذعا «١»

وقال آخر:

وما كان نفعك لي مرّة ... ولا مرتين ولكن مرارا

وقال الحطيئة:

وما أجم المعروف من طول كره ... وأمرى بأفعال الندى وافتعالها «٢»

المتجنّب لفظ المنع

قال بعضهم: فلان خلقت نعم للسانه قبل أن خلق لسانه، فاجتنب «لا» ولزم «نعم» .

وقال لبيد:

وبنو الديّان أعداء للا ... وعلى ألسنهم ذلّت نعم

وأنشد عبد الرحمن الكندي:

لو قيل للعبّاس يا ابن محمّد ... قل لا، وأنت مخلّد ما قالها

فقال: ليس يجب أن يقول الإنسان في كل شيء نعم، وكان الوجه أن يستثني. ثم قال:

هجرت في القول لا إلا لنائبة ... تكون أولى بلا في اللفظ لا بنعم

ويستحسن قول الآخر:

لا فرق في ناطق بالشرك عندهم ... وناطق في جواب السائلين بلا

<<  <  ج: ص:  >  >>