للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[البعوض]

وأجناسه البقّ والجرجس والشذان والفراش والأذى. وللبعوض خرطوم ولكنه يخرجه ويطويه.

وقال بعضهم رأيت البعوضة تغمس خرطومها في جلد الجاموس كما يغمس الرجل إصبعه في الثريد. وكان يطير عن ظهره فيسقط الغصن فيقيء ما في جوفه، ثم يعود.

وأنشد في مجلس يونس قول جرير:

يصرّ عن ذا اللب حتّى لا حراك به ... وهنّ أضعف خلق الله أركانا

قال: ما أراه يصف إلا البراغيث والبعوض.

قال الهذلي في صوتها:

كأنّ وغى الخموش بجانبيه ... مآتيم يلتدمن على قتيل «١»

وقال الكميت:

به حاضر من غير جنّ يروعه ... ولا حاضراه ذو أثاث وذو رحل

وقال الراجز:

مثل السفار دائم طنينها ... ركّب في خرطومها سكينها

وقال أبو جروة في صفة قارص:

تبيت جارته الأفعى وسامره ... رمد به عاذر منهنّ كالجرب

يعني بالرمد البعوض والعاذر الأثر وقال:

وليلة لم أدر ما كراها ... أمارس البعوض في دجاها

كلّ زجول خفق حشاها ... لا يطرب السامع من غناها

وقال:

إذا تغنين غناء الزطّ ... وهن منّي بمكان القرط

فثق بوقع مثل وقع الشرط

[البراغيث]

تستحيل بقا كما أن الدعموص يستحيل فراشا قال:

ليل البراغيث عناني وأنصبني ... لا بارك الله في ليل البراغيث «٢»

كأنّهنّ وجلّدي إذ خلون به ... أيتام سوء أغاروا في مواريث

<<  <  ج: ص:  >  >>