وكتب الإسكندر إلى أرسطاطاليس: أكتب إليّ موعظة تردع وتقنع، فكتب إليه: إذا استوت بك السلامة فجدّد ذكر العطب وإذا اطمأنّ بك الأمن فاستشعر الخوف، وإذا بلغت نهاية أملك فاذكر الموت. وقال شاعر:
إذا تمّ أمر بدا نقصه ... توقّع زوالا إذا قيل تمّ
[عرض الدنيا عارية]
قال ابن مسعود: عرض الدنيا عارية ومن فيها ضيف، والعارية مؤداة والضيف مرتحل.
والمال في الأقوام مستودع ... عارية والشرط فيها الأداء «١»
وقال:
وما المال والأهلون إلّا ودائع ... ولا بدّ يوما أن تردّ الودائع
وقال:
أبدا تستردّ ما تهب الدّني ... افيا ليت جودها كان بخلا
من أمثالهم: الدنيا طرفة عين لا تثبت على حالة. دخل أعرابي عمّر مئة وعشرين سنة على معاوية فقال له: صف لي الدنيا. فقال: سنيات بلاء وسنيات رخاء يولد مولد ويهلك هالك، ولولا المولود باد الخلق ولولا الهالك ضاقت الأرض.
وقال شاعر:
هل الدهر إلا ضيقة وانكشافها ... وشيكا وإلا ترحة وانفراجها
وقال:
وحادثات أعاجيب خسا وذكا ... ما الدهر في فعله إلا أبو العجب «٢»
وقال:
الدهر من شأنه أن لا يدوم له ... ما يحتويه الفتى منه وما يمق «٣»