للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[مرثية ضال]

قال أعرابي يرثي أخا له ضلّ:

فلو أنه إذا جاءه الدهر عاديا ... أتيح له موت وغيّبه قبر

إذا لصبّرت النفس ثم احتسبته ... وفي الصّبر لي حسن المثوبة والأجر

ولكن طوت عنّي المقادير علمه ... فما لي به لمّا تناءى شخصه خبر

أموت فيسلى أم حياة فيرتجى ... أبرّ أتى من دون مثواه أم بحر

وقال آخر:

رمى بصدور العيس مخترق الصّبا ... فلم يدر خلق بعدها أين يمّنا

وسنان بن حارثة استهوته الجن فزعمت العرب أنها استفلحته الجن طلبا لكرم نجله وقارظ عنزة ممّن فقد. وقيل: إنه خرج مع خزيمة بن مالك وكان خزيمة يهوى ابنته، فانتهيا إلى بئر فيها معسل، فأرسله خزيمة. فلما قال: أجذبني قال: لا أفعل أو تزوّجني ابنتك. فقال: أخرجني لأزوجك فأما على هذه الحالة فلا، فقال: لا أفعل وتركه. وبه ضرب المثل الشاعر بقوله:

إذا ما القارظ العنزيّ آبا «١»

وكان فيهم قارظ آخر فقده وفيه قيل:

وحتّى يؤب القارظان كلاهما ... وينشر في القتلى كليب لوائل

[مرثية مصلوب]

قال الرقاشي: كنت من صنائع البرامكة فلما صلب جعفر أردت أن أبكي عليه إذا انتهيت إليه، فلم يمكنّي من حوله فمررت يوما والدنيا خالية فبكيت، وقلت:

أما والله لولا خوف واش ... وعين للخليفة لا تنام

لطفنا حول جذعك واستلمنا ... كما للنّاس للركن استلام «٢»

فلما دخلت على الرشيد قال: إيه، أما والله لولا خوف واش، فانتفضت وقلت: ما أحسب إلا الجن تأتيك بالأخبار. ولأبي الحسن بن الأنباري في أبي طاهر بن بقية أبيات متناهية في هذا المعنى:

علوّ في الحياة وفي الممات ... فحقّ أنت إحدى المعجزات

كأنّ الناس حولك حين قاموا ... وفود نداك أيام الصّلات

<<  <  ج: ص:  >  >>