[وصف لذاذتها]
وصف الله تعالى خمر الجنة، فقال: لا يُصَدَّعُونَ عَنْها وَلا يُنْزِفُونَ
«١» فنفى عنها جميع عيوبها بالكلمتين، كما وصف فاكهتها، فقال: لا مقطوعة ولا ممنوعة. قال ابن أبي فنن:
أطيب في الكاس إذا ... جاءتك من ريح الولد
وله:
أطيب من قبلة الحبيب وقد ... جاد بها مسرعا على حذر
وقال أبو نواس كنت يوما في الحمام، فقلت قصيدة وفيها:
فتمشّت في مفاصلهم ... كتمشّي النّار في الفحم
ولم يك معي أحد فتراءى لي شيخ، فقال: قطع الله لسانك، فإنك لا تفلح، أتقول مثل ما يقول العوام، ألا قلت:
فتمشّت في مفاصلهم ... كتمشّي البرء في السّقم
فقلت هكذا قلت، فقال أتكابر إبليس:
ألذ من غفلة الرقيب ... شكوى محبّ إلى حبيب
وقال الحسين بن السرى:
وإذا احتساها شارب فكأنما ... ماء المنى في فيه يحلب قاطره
وقال ابن الرومي:
والله ما أدري بأية علّة ... يدعونها في الرّاح باسم الرّاح «٢»
ألريحها ولروحها تحت الحشا ... أم لارتياح نديمها المرتاح
إن حرمت فبحقّها من حرّة ... ما كان مثل حريمها بمباح
أو حلّلت فبحقّها من نشوة ... تنفي سقام قلوبنا بصحاح «٣»
[وصفها بالعتق]
قال أبو نواس:
اسقنيها سلافة ... سبقت خلق آدما
وقال آخر:
عاصرها آدم أبو البشر
وقال شاعر:
عتّقت حتّى لو اتصلت ... بلسان ناطق وفم