فسمع أبو العتاهية ذلك فقال: قد قالا شعرا وهما لا يدريان.
[ما جاء من لفظ القرآن والخبر موزونا]
من ذلك قوله تعالى: تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَ
«١» ، وَجِفانٍ كَالْجَوابِ وَقُدُورٍ راسِياتٍ
«٢» وقال النبي صلى الله عليه وسلم: أنا النبيّ لا كذب، أنا ابن عبد المطلب وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحرّض أصحابه على حفر الخندق ويقول: والله لولا الله ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا، فأنزلن سكينة علينا وثبت الأقدام إن لاقينا. وكان أصحابه يجيبونه: أنك لولا أنت ما اهتدينا.
متناد في مدح أو هجو أول على ضدّه
مدح أعرابي نبطيا فقال:
إن أبا الهيجاء أريحيّ ... للريح في أثوابه دويّ
فقال النبطيّ: عنى أني أفسو. فقال الأصمعي: انظروا كيف ضاع هذا البيت. وسمع بعضهم قول الحطيئة «٣» :
يغشون حتّى ما تهرّ كلابهم ... لا يسألون عن السواد المقبل «٤»
فقال هذا بيت قواد.
وأنشد قول الأخطل «٥» :
وإني لقوّام مقاوم لم يكن ... جرير ولا مولى جرير يقومها
فقال جرير: صدق ما قمنا بين يدي قيس لأخذ قربان ولا لأداء جزية بين يدي سلطان.
[شعر لا يدرى أمدح هو أم هجاء]
دفع أعرابي ثوبا إلى خيّاط، فقال الخياط: لأخيطنه خياطة لا تدري أقباء هو أم دواج، فقال: لأقولن فيك شعرا لا تدري أمدح هو أم هجاء. وكان الخياط أعور. ثم أنشد: