للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على بغل وأنا على فرس، فقرأ آية فيها ذكر علي بن أبي طالب فقال: أما والله يا بني عبد المطلب لقد كان عليّ فيكم أولى بهذا الأمر مني ومن أبي بكر. فقلت في نفسي: لا أقالني الله إن أقلته فقلت: أنت تقول ذلك يا أمير المؤمنين وأنت وصاحبك وثبتما وافترعتما الأمر منا دون الناس. فقال: إليكم يا بني عبد المطلب أما أنكم أصحاب عمر بن الخطاب فتأخرت وتقدم هنيهة، فقال سر لا سرت. وقال: أعد على كلامك فقلت: إنما ذكرت شيئا فرددت عليك جوابه ولو سكت سكتنا. فقال: إنا والله ما فعلنا الذي فعلنا عن عداوة ولكن استصغرناه وخشينا أن لا تجتمع عليه العرب وقريش لما قد وترها. قال فأردت أن أقول: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يبعثه فينطح كبشها فلم يستصغره، أفتستصغره أنت وصاحبك؟ فقال: لا جرم، فكيف ترى والله ما نقطع أمرا دونه ولا نعمل شيئا حتى نستأذنه.

وعن الحسين بن علي رضي الله عنهما، إن عمر بن الخطاب قال: ثلاث لم أسأل عنهن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقال علي: وما هن؟ قال عمر: حب الرجل الرجل لم يجر بينهما خلطة ولا معرفة، فأنى ذلك والرؤيا، منها ما يصدق كأخذ باليد، ومنها ما يكون أضغاثا، فأنّى ذلك والرجل يتحدث بالحديث أحيانا، ويختلف أحيانا فأنى ذلك.

فقال علي عليه السلام: أما ما ذكرت من حب الرجل الرجل لم تجر بينهما ما خلطة ولا معرفة، فإن الله خلق الأرواح قبل الأجساد فتلتقي الأرواح على سبب بين السماء والأرض، فتتشام كما تتشام الخيل فما تعارف ثم ائتلف هنا.

وأما الرؤيا فإن العقل إذا عرج بنفسه وهو في النوم في المصعد، فهو كأخذ باليد وإذا هبط إلى جسده تلقته الشياطين بالأضغاث لكي تحزنه، وما أخبرت به فهو الذي لا يصدق. وأما الرجل يتحدث بالحديث ثم ينسى، فإن القلب تغشاه ظلمة كظلمة القمر فإذا تغشى القلب تخلى عنه ذكره.

وعن أنس قال: قال النبي صلّى الله عليه وسلّم: إن خليلي ووزيري وخليفتي، وخير من أترك بعدي يقضي ديني وينجز موعدي علي بن أبي طالب. وقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لفاطمة: لقد زوجتكه سيدا في الدنيا سيدا في الآخرة، لا يبغضه إلا منافق.

وقال النبي صلّى الله عليه وسلّم: لقد أوحى إليّ في علي ثلاث، أنه سيد المسلمين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين.

وعن البراء أن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال لعلي: أنت مني وأنا منك. وقال عليه الصلاة والسلام:

الحق مع علي وعلي مع الحق لن يزولا حتى يردا على الحوض. وعن جابر وابن عباس أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: أنا وعلي من شجرة واحدة. وقال له علي: آخيت بين الناس يا رسول الله فمن أخي؟ قال: أنت أخي في الدنيا والآخرة.

[فضائل الحسن والحسين رضي الله عنهما]

قال النبي صلّى الله عليه وسلّم: ألا أدلّكم على خير الناس عمّا وعمة؟ قالوا: بلى يا رسول الله.

<<  <  ج: ص:  >  >>