للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يوم الجمعة فلا أكلم أحدا، فقال: لا تصم يوم الجمعة إلا في أيام هو أحدها أو في شهر، ولأن تتكلم تأمر بمعروف وتنهى عن منكر خير من أن تسكت.

[النهي عن المواصلة]

قال النبي صلّى الله عليه وسلّم: لا تواصلوا، قالوا: إنك لتواصل. قال: إني لست كأحد منكم إني أطعم وأسقي.

[إباحة الأكل والجماع في ليالي الصوم]

كان أصحاب النبي صلّى الله عليه وسلّم إذا كان أحدهم صائما فنام قبل أن يفطر لم يأكل إلى مثلها. وإن قيس بن صرمة كان صائما وكان يومه ذاك يعمل في أرضه، فلما حضر الإفطار أتى امرأته فقال: هل عندك طعام؟ قالت: لا، ولكن أنطلق فأطلب لك.

فغلبته عيناه فنام فجاءته امرأته فلّما رأته قالت: قد نمت، وذكر للنبي صلّى الله عليه وسلّم فنزل قوله تعالى: أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيامِ الرَّفَثُ إِلى نِسائِكُمْ

«١» إلى قوله: وَكُلُوا وَاشْرَبُوا ...

«٢» الآية.

وقال عدي بن حاتم: لما نزلت هذه الآية عمدت إلى عقالين أحدهما أسود والآخر أبيض فجعلتهما تحت وسادتي، فجعلت أنظر إليهما، فلما تبين لي الأبيض من الأسود تركت الأكل، فلما أصبحت غدوت إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فأخبرته فقال: إن كان وسادك لعريضا إنما ذاك بياض النهار وسواد الليل. وروى أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلّى الله عليه وسلّم:

من أصبح جنبا أفطر ذلك النهار. فسألت عائشة عن ذلك فقالت: ليس كما قال: أشهد أن الرسول صلّى الله عليه وسلّم إن كان ليصبح جنبا من جماع غير احتلام، ثم يصوم ذلك اليوم، ثم سئلت أم سلمة فقالت كقول عائشة، فلما رجع أبو هريرة قال: لا علم لي إنما أخبرنيه مخبر. وبعض الأخبار أنه قال أخبرنيه الفضل بن العباس.

ما يتّقوّى به على الصوم

قيل لرجل: كيف تقدر على الصوم في هذا الحر؟ فقال: من عرف قدر ما يسأله هان عليه ما يبذله. وقيل: قوام الصوم بثلاث من أطاقهن فقد ضبط الصوم: من تسحر وقال وأكل قبل أن يشرب وقيل: لا يقوى على الصوم إلا من كبر لقمه وطاب أدمه.

التسحّر والإفطار

في الخبر: من السنّة تعجيل الإفطار وتأخير السحور. وقال صلّى الله عليه وسلّم: لا تزال الناس بخير ما عجلوا الفطر. وقال أيضا: تسحروا فإن في السحور بركة.

<<  <  ج: ص:  >  >>