للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من ذكر شدّة ما قاساه بعدما صحّ.

وقال عبد الله بن المعتز:

أتاني برء لم أكن فيه طامعا ... كمثل أسير حلّ بعد وثاقه

فإن كنت لم أجزع من الموت جزعة ... فإني مججت الموت بعد مذاقه «١»

تغيّر اللون

قال الصولي: لم يسمع أحسن من قول البحتري في صفرة اللون:

بدت صفرة في لونه إن حمدهم ... من الدرّ ما اصفرّت حواشيه في العقد

وقال أبو تمّام:

لم يشن وجهه البهيج ولكن ... جعلت ورد وجنتيه بهارا «٢»

أنواع مختلفة في الطبّ

اشتكى رجل بطنه فقال النبي صلّى الله عليه وسلم: إذهب إلى امرأتك واستوهب منها درهمين واشتر بهما عسلا واقرأ عليه القرآن وتناوله، ففعل فبرأ، فقيل له في ذلك، فقال عليه الصلاة والسلام إن الله تعالى يقول: فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْساً فَكُلُوهُ هَنِيئاً مَرِيئاً

«٣» ، وقال في العسل فيه شفاء للناس، وقيل: في الطعام إذا خرج من الجوف قبل سبع ساعات فهو مذموم غير محمود، وإذا بقي بعد أربعة وعشرين ساعة يضرّ. وقيل: كل شيء ينام من الإنسان إلا أربعة الوريد والسحر والمثانة والمعدة.

وقال جعفر بن محمد قيل: الطبائع أربع، الدم وهو عبد وربما قتل صاحبه، والبلغم وهو خصم ألد جدل إن خصمته من جانب احتج عليك من جانب، والصفراء وهي مرة كالصبى ومرة كالملك تداوى في الحالين، والسوداء وهي كالأرض إذا رجفت رجف ما فوقها. وقيل: إذا كان الطبيب حاذقا والعليل عاقلا والقيم فهما فأجدر بالداء أن يزول.

لسعت عقرب صرم أعرابي، فقيل أين لسعتك؟ فقال: حيث لا يضع الراقي أنفه. ولسعت آخر فقال أعرابي: عندي دواؤه فقيل له: ما هو؟ قال: الصياح إلى الصباح. قيل: فرط الغم والسرور يقتلان، أما الغم فإنه يجمد الدم والسرور يلهبه حتى تعلو حرارته على الحرارة الغريزية.

ولما دخل الرشيد طوس اشتدت علته وطبيبه بختيشوع يغدو ويروح عليه ويعطيه الأباطيل ويمنيه الأماني، ويقول: إن علتك من حدّة السفر، فدعا الفضل يوما وقال: أبغني

<<  <  ج: ص:  >  >>