للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الأخطل:

شمس العداوة حتى يستقاد لهم «١»

ذمّ الحقد وذويه

قال النبي صلّى الله عليه وسلم: ترفع أعمال العباد فترفع إلى الله في كل جمعة فيغفر للمستغفرين ويرحم المترحّمين ويترك أهل الحقد لنيتهم. وقيل للأحنف: من أسود الناس فقال:

الأخرق في ماله المطرّح لحقده.

[أسباب العداوات]

شكا رجل إلى سهل بن هارون عداوة رجل فقال: العداوة تكون من المشاكلة والمناسبة والمجاورة واتفاق الصنائع فمن أيّها معاداته لك وقال رجل لآخر إنّي أخلص لك المودة، فقال: قد علمت. قال كيف علمت وما معي من الشاهد إلا قولي. قال إنك لست بجار قريب ولا بابن عم نسيب ولا بمشاكل في صناعة، وقيل لمشيب بن شبة: ما بال فلان يعاديك فقال لأنّه شقيقي في النسب وجاري في البلد ورفيقي في الصناعة، وقيل: كل عداوة لعلة فإنها تزول بزوال العلة وكل عداوة لغير علّة فإنها لا تزول.

[عداوة الأقارب]

قيل: عداوة الأقارب كالنار في الغابة. ما النار في الفتيلة بأحرق من تعادى القبيلة.

وقيل: عداوة الأقارب كلسع العقارب. قال: إن الأقارب كالعقارب بل أضرّ من العقارب.

وسئل بعضهم عن بني العم فقال: هم أعداؤك وأعداء أعدائك، ولهذا باب في الأقارب.

[من لا يبالى بعداوته]

قال الأعشى «٢» :

ألست منتهيا عن نحت أثلتنا ... ولست ضائرها ما أطّت الإبل «٣»

كناطح صخرة يوما ليوهنها ... فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل

وقال كشاجم:

تبارزني ونفسك في رصاص ... وكم يبقى على النّار الرّصاص

<<  <  ج: ص:  >  >>