للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال آخر:

ألا يا صبا نجد متى هجت من نجد ... فقد زادني مسراك وجدا على وجد

وقالت أم المثلم:

أتينا بريح المسك خالط عنبرا ... وريح الخزامى باكرتها جنوبها

وقال الموسوي:

وهبّت لأصحابي شمال لطيفة ... قريبة عهد بالحبيب بليل

ترانا إذا أنفاسنا مزجت به ... نرنّح في أكوارنا ونميل

[كيفية البرد الشديد]

قيل لأعرابي: ما أشد البرد؟ قال: إذا أصبحت الأرض ندية والسماء نقية والريح شآمية. وقيل لآخر. فقال: إذا دمعت العينان وقطر المنخران ولجلج اللسان. وقيل لآخر فقال: إذا نديت الدقعاء «١» وصفت الخضراء وهبت الجربياء. وقيل لآخر: أي اليوم أبرد؟

فقال: الأحص الورد والأزب الهلوف. فالأحص الورد يوم تصفو شماله ويحمر أنفه، والأزب الهلوف يوم تهبّ فيه نكباء فتسوق الجهام «٢» . وسأل الرشيد بعض أصحابه عن شدّة البرد فقال: ريح جربياء «٣» في ظل عماء في غب سماء.

[وصف البرد]

كان أعرابي يرتعد في يوم شات. فقيل له: تحوّل إلى الشمس. فقال: الشمس تحتاج اليوم إلى قطيفة. وقيل لرجل: ما أثقل جبتك. فقال: البرد أثقل منها.

قال وهب الهمداني:

يوم من الزمهرير مقرور ... عليه ثوب الصّبا مزرور

كأنّما حشو جواه آبن ... وأرضنا فرشها قوارير «٤»

وشمسه حرّة مخدّرة ... ليس لها من ضيائها نور

قال الشمسياطي في وصف شتاء:

ألقى كلاكله ببرد قارض ... حتّى غدا من في جهنم يحسد

أخذه من أعرابي، قال:

فإن كنت ربّي مدخلي في جهنم ... ففي مثل هذا اليوم طابت جهنّم

<<  <  ج: ص:  >  >>