للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الطيور ولا يعاف القاذورات ولا يتعاطى الصيد وهو يسر السفاد. وقيل: إنما يسافد بالمنقار وفرخه أقذر وأنتن من الهدهد.

وقد مدح لقوله تعالى: فَبَعَثَ اللَّهُ غُراباً

«١» الآية وذمّ بأنه بعثه نوح من السفينة ليأتيه بخبر الماء فاشتغل بأكل الجيفة، ويوصف بالقزل «٢» والخجل.

قال كعب بن زهير:

وحمش بصير المقلتين كأنّه ... إذا ما مشى مستقبل الريح أقزل

ويوصف بحدّة البصر وصحة البدن.

قال الشاعر في وصف رجل طويل العمر صحيح البدن.

قد أصبحت دار آدم خربت ... وأنت فيها كأنّك الوتد

تسأل غربانها إذا حجلت ... كيف يكون الصداع والرمد

ويدعى أعور على سبيل القلب، قال الكميت:

وصحاح العيون يدعين عورا

ويقال في المثل: أزهى من غراب، وأسود من حلك الغراب وحنكه، وليس غرابه بمطار للساكن، وجد فلان ثمرة الغراب لأنه لا يقصد إلا الأجود الأطيب، ولا أفعله حتى يشيب الغراب.

قال ذو الرمّة:

ومستشحجات بالفراق كأنّها ... مثاكيل من صيابة النّوب نوح «٣»

شبّه الغربان الشاحجات بنساء من النوب ثاكلات وقال:

كأن الشاحجات بجانبيها ... نساء جئن من حبش وروم

[القطا]

سمّي بذلك لحكاية صوته. قال أبو وجرة:

وهنّ ينشبن وهنا كلّ صادقة ... باتت تباشر عما غير أزواج

حتّى سلكن الشوى منهنّ في مسك ... من نسل جوّابة الآفاق مهداج «٤»

<<  <  ج: ص:  >  >>