للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر أي الفاعل هو الله لا الدهر. قال الشيخ أبو القاسم الراغب:

ألمّ بهذا المعنى الخوارزمي، فقال:

وكم نكني وكم نهجو الليالي ... وليس بخصمنا إلا القضاء

وقال الناجم:

نعيب زماننا والعيب فينا ... ولو نطق الزمان بنا هجانا

وقال رجل للأصمعي: فسد الزمان، فقال:

إن الجديدين في طول اختلافهما ... لا يفسدان ولكن يفسد الناس «١»

وقال أبو عبد الرحمن الأصم لأبي العتاهية: أي خلق الله أصغر عنده؟ قال: الدنيا لا تساوي عنده جناح بعوضة، قال: أصغر منها محبّها.

لم يفسد الدهر لكنّ أهله فسدوا

وقال المتنبّي:

ألا لا أري الأحداث حمدا ولا ذمّا ... فما بطشها جهلا ولا كفّها حلما

الدّهر يتراذل

قال أبو الدرداء رضي الله تعالى عنه: معروف زماننا منكر زمان قد فات ومنكره معروف زمان لم يأت. وسمع زياد امرأة تقول: اللهم أعزل عنا زيادا، فقال لها: زيدي في دعائك وأبدي لنا خيرا منه فإن الأخير أبدا شر.

وقال بعض العلماء: آخر الناس شرارهم الذين تقوم عليهم القيامة.

حمد ماضي الزّمان وذمّ حاضره

كانت عائشة رضي الله عنها تنشد قول لبيد:

ذهب الذين يعاش في أكنافهم ... وبقيت في خلف كجلد الأجرب «٢»

وتقول: رحم الله لبيدا كيف لو عاش إلى زماننا. وكان ابن الزبير ينشده ويقول:

رحم الله عائشة كيف لو عاشت إلى زماننا. وقال بعضهم: كان الناس ورقا بلا شوك، فصاروا شوكا بلا ورق.

وقال شاعر:

لم أبك من زمن شكوت صروفه ... إلّا بكيت عليه حين يزول

وقال:

ننسى أيادي الزمان فينا وما ... نذكر من دهرنا سوى نوبه «٣»

<<  <  ج: ص:  >  >>