للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عقد، فإذا أراد الرجل الكافور عمد إلى فهر فيعلوها به فيضربها، فإذا أحس بها أنها قد فجرت، عمد إلى حبل فقلع الشجرة وتناثر الكافور الرياحي منها، فيجتمع في كل شجرة نحو ثلاثين منها وأما ماء الكافور فإنه يعمد إلى الأشجار التي لم تعقر فيضرب بالقدوم مواضع العقد، ثم تؤخذ قلّة وتشد على وقع القدوم فيسيل ماء الكافور من تلك الضربة ويجتمع في تلك القلّة.

وبالزنج القرنفل ومشتريه يأتي بالدنانير فيضعها على ساحل البحر وينصرف إلى منزله فإذا أصبح عاد إليه، فيجد هناك القرنفل وتكون الدنانير قد حملت. وبها الخيزران ويقال إنه خيزرانه يبلغ طولها تحت الأرض ست فراسخ.

ولبعضهم في العوسج «١» :

عذرنا النّخل في إبداء شوك ... يذود به الأنامل عن جناه «٢»

فما للعوسج الملعون أبدى ... لنا شوكا بلا ثمر نراه

تراه ظنّ فيه جنى كريما ... فأبدى عدة تحمي حماه

فلا يتسلّحن لدفع كفّ ... كفاه لؤم مجناه كفاه

(٤) وممّا جاء في الأمكنة والأبنية

مكّة

قال الله تعالى: أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنا حَرَماً آمِناً

«٣» وهي حرم إلى يوم القيامة. وأيّ ناحية من الكعبة يصيبها المطر فالخصب في تلك السنة في تلك الناحية. ومن علا الكعبة من العبيد فهو حرّ، وإن الذئب لا يصيد بها الظباء. وإن الطير لا يعلو الكعبة إلا وهو عليل، وإذا طار فانتهى إلى الكعبة افترق فرقتين. وشأن الفيل معروف.

[المدينة]

تسمى طيبة فإنّ من دخلها وأقام وجد من تربتها وحيطانها رائحة ليس لها اسم في الأراييح، وأنواع الطيب تزداد بها طيبا وقال صلّى الله عليه وسلّم: إن إبراهيم عليه السلام حرّم مكة وأنا حرمت ما بين لابتي «٤» المدينة. ونهى أن يعضد شجرها، وقال: لا يدخلها الطاعون ولا الدجال، ولا يكون بها مجذوم قطّ. وقال: اللهمّ حبّب إلينا المدينة كحبّنا مكة وأشدّ

<<  <  ج: ص:  >  >>