للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اختيار قلّة الأقلام

قال الصوليّ لغلام: ليكن قلمك صلبا بين الرقّة والغلظ، ولا تبره عند عقدة فإنّ فيه تعقد الأمور، ولا تجعلنّ في أنبوبه أنبوبة، ولا تكتبنّ بقلم ملتو ولا بذي شقّ غير مستو.

[أدب بري القلم والاستنكاف منه]

قيل: ليكن مقطك إذا قططت صلبا، لئلا يتشظّى «١» القلم. وقال عبد الحميد الكاتب: أطل جلفة قلمك وأسمنها، وحرف قطتك وأيمنها.

وقيل: تبطين القلم شؤم وحرفه حرف. وقيل: القلم المحرف للرجل المحارف.

وأوصى بعضهم كاتبا فقال: أجد قلمك فالقلم الرديء كالولد العاق «٢» .

وقيل: إذا لم تسمع لقطك صوتا كصوت القسيّ ووقعا كوقع المشرفيّ فأعد القطّ.

وقال الصاحب لكاتب في مجلسه: ليس لك في مجلسي إلا القطّ فقط.

التمدّح ببري القلم والاستنكاف منه

قال الشاعر:

دخيل في الكتابة ليس منها ... فما يدري دبيرا من قبيل

إذا ما رام للأنبوب بريا ... تنكّب عاجزا قصد السّبيل

قال كشاجم:

لم ترني قطّ باريا قلما ... في بريه كل مهنة وضعه

ما كلّ من يحمل الحسام لكي ... يردي به سنّه ولا طبعه

وقال أبو الحسن بن سعد: كنت عند عليّ بن سعد فرأيت له أقلاما رديئة البري، فأخذتها وأحسنت بريها فقال: يا أبا الحسن عليك بالكتابة فإن هذه تجارة.

السكّين

قيل: السكّين مسنّ الأقلام تشحذها «٣» إذا كلّت «٤» ، وتلمّها إذا تشعّثت «٥» ، وأحسن السكاكين ما عرض صدره وأرهف حدّه ولم يفضل عن القبضة نصابه.

وقيل لكاتب: سكّينك ليس بقاطع فقال: هو أقطع من البين «٦» .

<<  <  ج: ص:  >  >>