للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

معن، فأنشده هذه الأبيات. فالتفت معاوية إلى ابن زهير فقال: كيف انتحلتها فقال: إن معنا أخي من الرضاع وأنا أحقّ بهذا الشعر منه.

التوارد في الشّعر وادعاء ذلك

التوارد أن يتفق الشاعران في معنى، من غير أن يسمع أحدهما بمقالة الآخر. وسئل أبو عمرو بن العلاء «١» رحمه الله تعالى: كيف يتفق الشاعران؟ فقال: عقول رجال توافت على ألسنتها.

ولأحمد بن أبي طاهر يعتذر لشعر ادّعى البحتري أنه سرقه منه:

الشعر ظهر طريق أنت راكبه ... فمنه منشعب أو غير منشعب

وربّما ضمّ بين الركب منهجه ... وألصق الطنب العالي إلى الطنب

وقال آخر وقد أتى سلطانا يمدحه فحرمه وزعم أنه مسروق:

وهبني سرقت الشعر ثمّ مدحته ... أما كان يؤتيني عليه جزائيا

وقال أبو المضاء:

لو أنّ جريرا جاءه في زمانه ... وأنشده شعرا لقال تنحّلا

وقال أبو تمام في مدح شعر غير مسروق:

منزّهة عن السّرق المورى ... مكرمة عن المعنى المعار

[شعر أعاده قائله في غير الممدوح]

أنشد أبو القاسم بن أبي العلاء يوما شعرا كاتب به رئيسا وكنّا سمعناه منه قبل.

فعوتب في ذلك فقال: أنا نظمته أقلّد به من أشاء.

وكان قد وقع إلى أبي الفضل بن العميد قصيدة المتنبي التي أولها:

أغالب فيك الشوق والشوق أغلب «٢»

فلما ورد عليه مدحه بها وبدل قوله:

أبا المسك هل في الكأس فضل أناله ... فإني أغنّي منذ حين وتشرب «٣»

فجعله أبا الفضل. فلما أنشدها استطال وتكبر وأظهر إعجابا بها فقال أبو

<<  <  ج: ص:  >  >>