للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال: أوه قتلتني، فقال: إنما قتلك أبوك إبراهيم. ولما أسر عيينة بن حصن دخل المدينة فقال له رجل: يا منافق فقال يا بارد متى كنت مسلما حتى أكون منافقا.

(٣) نوادر في مناظرة النّصارى والمجوس واليهود

قال بعض المتكلمين لبعض النصارى: لم قلتم إن لله تعالى ولدا؟ فقال: لأن كل من لم يكن له ولد يكون عقيما وهو وصف نقص. قال: فهل للابن ابن؟ قال: لا، قال: فإذا يكون عقيما.

وجلس المأمون وبحضرته المتكلمون والجاثليق فأقبل الموبذ فقال: يا أمير المؤمنين أتحب أن أضحكك من الموبذ، فأقبل على الموبذ وقال: هذا يزعم أن باب الجنة في حرامه، فكما أكثر من جماعه كان أقرب إلى باب الجنة. فقال الموبذ: ما كنا نفعل ذلك حتى أخبرنا أن إلهكم خرج من ذلك، فأخجله، وضحك المأمون حتى فحص برجله.

وقيل: أول ما ظهر من كيس إياس بن معاوية أنه كان في المكتب فسمع عند المعلم نصارى يعيبون الإسلام، فقال: من العجب أنكم تقولون إنكم في الجنة تأكلون وتشربون ولا تتغوطون. فقال إياس: أفما علمتم أن الدنيا مرآة الآخرة قالوا: نعم. قال: أفكل ما يؤكل في الدنيا يخرج غائطا. قالوا: لا، قال: فأين يذهب؟ قالوا غذاء قال: فما يبعد أن يكون كل ما يؤكل في الجنة يكون غذاء، فقال المعلم: قاتلك الله منكرا.

وقال يهودي لمسلم: أنتم قريبو العهد بنبيكم وافتتنتم. فقال: أنتم ما جفت أقدامكم من البحر حتى قلتم اجعل لنا إلها كما لهم آلهة. وناظر المأمون ثنويا، فقال: أخبرني هل ندم مسيء على فعله قط؟ قال: نعم، قال: فالندم على الإساءة ما هو؟ قال: إحسان، لكني أقول إن الذي أحسن غير الذي أساء، قال: فهذا الذي ندم على فعله أو فعل غيره فأفحمه.

وغرق مجوسي في البحر فجعل يقول يا نار فارس يا نار أذربيجان، فقال قل يا رب النار فإنك لو وقعت موقعها لكنت أسوأ حالا منك.

وقال أبو الهذيل لمجوسي: ما تقول في النار؟ قال: بنية الله، قال: فالبقر، قال:

ملائكة الله تعالى، قال: فالماء، قال: نور الله، قال: فالجوع والعطش، قال: هما فقرا بهمن وفاقته، قال: فمن يحمل الأرض، قال: بهمن الملك، قال: بئسما عملتم، أخذتم الملائكة ذبحتموها ثم غسلتموها بنور الله ثم شويتموها ببنت الله ثم دفعتموها إلى فقر الشيطان وفاقته ثم سلحتموها على الملك.

المتبجّح بارتكاب المحظور المحتجّ له

قيل لأبي الطمحان: ما أدنى ذنوبك؟ قال: ليلة الدير نزلت على نصرانية فأكلت

<<  <  ج: ص:  >  >>