وأكثر ما ألذّ به وألهو ... محادثة الضّيوف على الطّعام
وقيل: من أكثر الكلام على طعامه غش بطنه، وثقل على إخوانه.
[مضاحكة الأضياف]
قال شاعر:
أضاحك ضيفي قبل إنزال رحله ... ويخصب عندي والمحلّ جديب
وما الخصب للأضياف أن يكثر القرى ... ولكنّما وجه الكريم خصيب
وقال أعرابي:
نقريهم الوجه ثمّ البذل يتبعه ... لا نترك الجهد منّا قلّ أو كثرا «١»
وقال آخر:
أبسط وجهي للضيوف النزّل ... والوجه عنوان الكريم المفضل
[فضل الاجتماع على الأكل]
شكا رجل إلى النبي صلّى الله عليه وسلم قلّة البركة في طعامهم، فقال: لعلكم تتفرقون على طعامكم، قال نعم، قال: اجتمعوا عليه واذكروا اسم الله لديه. وقال صلّى الله عليه وسلم: ألا أخبركم بشراركم، من أكل وحده وضرب عبده ومنع رفده. وكانت العرب تعد التفرد بالأكل احتقاب وزر «٢» حتى أنزل الله تعالى: لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَأْكُلُوا جَمِيعاً أَوْ أَشْتاتاً
«٣» ، وقال أبو أمامة في قوله تعالى: إِنَّ الْإِنْسانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ
«٤» أنه الذي يأكل وحده، قال شاعر:
إذا ما صنعت الزاد فالتمسي له ... أكيلا فإنّي لست آكله وحدي
وقال عبد الله بن المعتز في اجتماع الأيدي على الطعام:
كأن أكفّ القوم في جفناته ... قطا لم ينفره عن الماء صارخ «٥»
من نحر سمان الإبل للضّيف
وصف أعرابي رجلا فقال: نحر لنا ذا سديف مسرهد «٦» ونيء غير مصرد، فقدّمه في جفان كالجوابي «٧» وقدور كالخوابي.