للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقيل لجرير: ما تقول في الجعديّ «١» ، فقال: سوق خلقان «٢» ترى ثوبا يروعك وثوبا تستهجنه عينك. وقيل: إذا كان الكلام كلّه منقّى لم تبن فيه اللمعة والنكتة، ولذلك لم يستعذب الناس شعر صالح بن عبد القدوس «٣» ، لما كان كلّه حكما.

وقال المتنبّي:

وفي الشعر ما تهوى النفوس إستماعه ... وفي الشعر ما قد ضمّه حبل حاطب

ضنّ الشاعر برديء شعره

قال عبد الله بن طاهر: آفة الشاعر البخل، لأنه يقول خمسين بيتا وفيها بيت رديء فلا يحتمل قلبه أن يسقطه.

وقيل: الشاعر كالصيرفيّ يجتهد في أن يروّج ما في كيسه من الزيوف.

اعتذار من قصّر عن مساجلة

. قال العتّابي:

ولا عار إن قصّرت دون مبرّز ... شأى الناس قبلي سعيه وشآني «٤»

وإنّي كمن جارى جوادا بمقرف ... قوائمه مشكولة بحران «٥»

وممّا يحسن أن يتمثّل به هنا قول الدارمي «٦» :

كلانا شاعر من قول صدق ... ولكنّ الرّحى فوق التفال

[قائل شعر ذكر أنه استعاره من المقول فيه]

قال أحمد بن أبي الخصيب:

وإنّي وإن أحسنت في القول مرّة ... فمنك ومن إحسانك امتار هاجسي

<<  <  ج: ص:  >  >>