[وصف أخوة متفاوتة في الخلقة]
قال مخنث لأبي عباد وكان قبيحا ومعه أخ صبيح: ما أمّك إلا شجرة البلوط تحمل سنة بلوطا وسنة عفصا، أخذه ابن طباطبا فقال:
أمّ أبي عيسى وإسحاق غدت مرتهنه ... بصورة قبيحه جدا وأخرى حسنه
متى تسل عن قصة إبنيها تقل يا ابن هنه ... أنا التي تشبهها البلوطة الممتحنه
تحمل بلّوطا سنة ... وتحمل العفص سنه
لقد أتت بحجّة ... لله درّ الفطنه
وقال آخر:
أما رأيت بني بدر وقد حفلوا ... كأنّهم خبز بقال وكتّاب
هذا طويل وهذا حنبل جحد ... يمشون خلف عمير صاحب الباب «١»
[ما يجب أن يكون عليه فضلاء الأقارب]
قال عبد الملك لغيلان: أخبرني عن أفضل البنين، فقال: السار البار المأمون منه العار. قال: فأفضل البنات، قال: المتعجلة إلى القبر المفيدة أباها سنا الأجر. قال:
فأفضل الإخوان، قال: الشديد العضد الكريم المشهد الذي إذا شهد سرّك وإذا غاب برّك.
قال: فأفضل الأخوات، قال: التي لا تفضح أخاها ولا تكسو عارا أباها. فقال عبد الملك: لله أم درّت عليك.
[فضيلة الخؤولة وكونها كالأبوة]
يروى أن الأسود ابن وهب خال رسول الله صلّى الله عليه وسلم استأذن عليه فبسط له رداءه، فقال الأسود:
حسبي أن أجلس على ما أنت عليه، فقال صلّى الله عليه وسلم: اجلس فإن الخال والد، فأجلسه عليه.
وقال عمر رضي الله عنه: لئن بقيت لأسوّينّ بين طرفي رسول الله صلّى الله عليه وسلم حتى إذا قيل: بنو هاشم قيل: بنو زهرة، فإن الله اختارهم له من قبل أمه كما اختار بني هاشم من قبل أبيه.
وقال الحجّاج لابن معمر: إنك تزعم أن الحسن والحسين رضي الله عنهما ابنا رسول الله صلّى الله عليه وسلم، قال: نعم، قال: والله لأقتلنك. فقال ابن معمر: أليس الله يقول ومن ذريته داود وسليمان إلى قوله وزكريا ويحيى وعيسى وإنما عيسى ابن مريم ابن بنت، فقال: نجوت.
ذمّ الخؤولة وإنّها ليست بنسب
قال حسّان بن وعلة:
إذا كنت في سعد وأمّك منهم ... غريبا فلا يغزرك خالك من سعد