للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[إسقاط الجوى بإظهار الشكوى]

قال أبو العتاهية:

إن المحبّ إذا ترادف همّه ... يلقى المحبّ فيستريح إليه

وقال:

وأبثثت عمرا بعض ما في جوانحي ... وجرّعته من مرّ ما أتجرّع «١»

[الاستراحة بإظهار الهوى]

ولا بدّ من شكوى إلى ذي حفيظة ... إذا جعلت أسرار نفس تطلع

وقال بعضهم: ما رأيت أظرف وأغزل وأهجن من صاحبة يوسف عليه السلام حيث قالت: أنا راودته عن نفسه، ثم قالت ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب، قال محمد بن أبي عيينة:

تجنّب مؤنات التدمّث والعقل ... بعينك فانظر ما تلذّ وتستحلي «٢»

قال المتنبّي:

وألذّ شكوى عاشق ما أعلنا

قال الصاحب:

صرّحت في حبّي عن مشكله ... ولم أحتيج فيه إلى عذله

وبحت للعالم باسم الهوى ... فليقعد المغتاب في منزله

[إظهار الهوى وامتناعه من أن يخفى]

قال شاعر:

من كان يزعم أن سيكتم حبّه ... حتّى يشكك فيه فهو كذوب

وإذا بدا سرّ اللبيب فإنّه ... لم يبد إلا والفتى مغلوب

الحبّ أغلب للفؤاد بقهره ... من أن يرى للسرّ فيه نصيب

قال محمد بن طاهر:

يا كاتمي خيفة الواشي محبته ... إنّي وحقّك أقراه من النظر «٣»

قال سلم الخاسر:

ولي عند رؤيته روعة ... تحقّق ما ظنّه المتهم

قال إسحاق الموصلي:

إنّ المحبّ يرى التوقّر سترة ... فإذا تحيّر في الهوى لم يبصر

<<  <  ج: ص:  >  >>