وكان لمنازل بن فرعان ابن يقال له خلنج فعق والده فقدمه إلى والي اليمامة فقال:
تظلّمني حقّي خلنج وعقّني ... على حين كانت كالحني عظامي «١»
لعمري لقد ربيّته فرحا به ... فلا يفرحن بعدي امرؤ بغلام
قال فأراد الوالي ضربه فقال الابن للوالي: لا تعجل على هذا منازل بن فرعان الذي يقول فيه أبوه:
جزت رحم بيني وبين منازل ... جزاء كما يستنزل الدين طالبه
(الأبيات) :
وهي في الحماسة فقال الوالي: يا هذا عققت وعققت. قال:
إنّ بنيّ خيرهم كالكلب ... أبرّهم أولعهم بسبّي «٢»
فليتني كنت عقيم الزب ... وليتني متّ بغير عقب «٣»
وقيل: في المثل أعق من ضب.
احتجاج عاقّ لعقوقه
قيل لبعض الفلاسفة: لم تعق والديك؟ قال لأنهما أخرجاني إلى الكون والفساد، وقال العتبي لابن له صغير: يا بنّي أعرف وصية الله إياك بي. فقال: يا أبت وأنت أعرف وصيته إياك بي. واستجز الأولى بالأخرى وضرب رجل أباه فقيل له: أما عرفت حقه؟ قال لا لأنه لم يعرف حقي قيل فما حق الولد على الوالد قال أن يتخير أمه ويحسن اسمه ويختنه ويعلمه القرآن ثم كشف عن عورته فإذا هو أقلف «٤» وقال اسمي برغوث ولا أعلم حرفا من القرآن وقد استولدني من زنجية فقيل للوالد احتمله فإنك تستاهل.
[المعارض أبويه فيما ادعيا من حقوقهما عليه بسخف]
جفا جحا أمه فقالت هذا جزائي وقد حملتك في بطني تسعة أشهر فقال: ادخلي في استي حتى أحملك سنين وخلصيني وقالت امرأة لابنها هذا جزائي وقد أرضعتك سنين فقال: ارتجعي عن دورقين لبنا دورقين مخيضا واعفيني.
المناقض أباه فيما ادّعى عليه من فساد أمه
غضب الرشيد يوما على المأمون فقال: يا ابن الزانية فقال المأمون: الزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك. وقال أبو العيناء مثل ذلك لابنه فقال: لقد كنت والله أحفظ لأهلك من