للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقيل سرعة اليد محمودة ما أمنت نقصا أو سقطا «١» .

حمد الشكل وذمّه

قيل: حلّوا عواطل الكتب بالتقييد، وحصّنوها من شبه التصحيف والتحريف.

وقيل: إعجام الكتاب يمنع من استعجامه، وشكله يمنع من إشكاله.

قال الشاعر:

وكأنّ أحرف خطّه شجر ... والشكل في أضعافه ثمر

قال أبو تمّام، وقد ضرب بعضهم المثل في هذا الباب، بقوله:

إذا ما قيّدت رتكت وليست ... إذا ما أطلقت ذات انطلاق «٢»

وعرض خطّ على عبد الله بن طاهر، فقال: ما أحسنه لولا أنّه أكثر شونيزه.

ونظر محمد بن عباد إلى أبي عبيد وهو يقيّد بسم الله فقال: لو عرفته ما شكلته.

الوصيّة بتقويم حروف في الكتابة

قال الحسن: من كتب اسم الله فحسّنه، أحسن الله إليه. وكان يزيد بن ثابت يكره أن يكتب بسم الله من غير السين فإذا رآه كذلك محاه.

ورأى محمّد بن عيسى كاتبا كتب عيسى وردّ الياء إلى خلف، فقال: لا تكتب كذا فأيسر ما فيه أن الياء إذا كان إلى قدّام كان إقبالا، وإذا كان إلى خلف كان إدبارا.

وقيل أرّخوا ذوائب «٣» الخطوط يعني ما كان من نحو الياء والنّون.

وقيل: المدّ في حرفين سوء التقدير. وقيل إذا اجتمع واوان وجب الفصل، والفصول حلى «٤» الكتاب وجودة القراطيس شفاء القلم.

وقال أمير المؤمنين عليه السلام: ألق دواتك وأطل سنّ قلمك، وفرّج بين السطور، وقرمط «٥» بين الحروف.

[معرفة كتابة بإشارة]

روي أنّ هشام بن عبد الملك كان يسايره أعرابيّ فقال له: انظر ما على ذلك الميل، فجاء الأعرابي وتأمله وقال: رأيت شيئا كرأس المحجن «٦» متّصلا بحلقة يتبعها ثلاث كأطباء الكلبة كأنها رأس قطاة بلا منقار. فعرف هشام أنه يصفه.

<<  <  ج: ص:  >  >>