للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال المتنبّي:

وإذا أتتك مذمّتي من ناقص ... فهي الشهادة لي بأنّي كامل

وقال الموسوي:

عادات هذا الدّهر ذمّ مفضل ... وملام مقدام ونقص جواد

وكأنه من قول الآخر:

وما زالت الأشراف تهجى وتمدح

ونحوه قول الآخر:

إنما الغيبة تلقيح الشّرف

[من رمى غيره بعيبه]

رمتني بدائها وانسلت عير بجير بجره، نسي بجير خيره. وقيل: أتبصر القذاة في عين أخيك وتدع الجذع المعترض في حلقك.

اغتياب المرء غيره يدلّ على عيبه

قيل: من وجدتموه عيّابا وجدتموه معيبا، لأنه يعيب الناس بفضل عيبه، وفي ذلك قال:

ويأخذ عيب المرء من عيب نفسه ... مراد لعمري ما أراد قريب

قال أبو العيناء: ما قطعني أحد كما قطعني المهدي، فإنه قال: بلغني أنك تغتاب الناس، فقلت له: يبطل ما قيل في شغلي بعيبي، فقال: والله ذاك أشد لغيظك على أهل العافية، أعرف الناس بعوار الناس المعور.

تشهّي الغيبة واستطابتها

قال قتيبة لرجل يغتاب آخر: لقد تلمظت بما يعافه الكرام، فقال: لو تلمظت به ما صبرت عنه. وقال رجل لبنيه: إذا اجتمعتم فعليكم حديث أنفسكم ودعوا الاغتياب، فقال أحدهم: نحن نحتاج في هذه السنة إلى كذا وكذا ونفعل ونصنع كذا وكذا، فقد فرغنا من حديثنا فبماذا نشتغل؟ وقيل: الغيبة فاكهة النساك والقرّاء. وقصد رجل ابن عمه مسترفدا لحق له فأحسن إليه فلما عاد سئل فقال: منعني التلذذ بالغيبة والشكوى. ونحوه قول الآخر:

فقضت حاجتي معجلة ... فجعتّني بلذّة الشّكوى

[من اغتاب فاغتيب]

قيل: من رمى الناس بما فيهم رموه بما ليس فيه، وقيل: بحثك عن عيوب الناس

<<  <  ج: ص:  >  >>