للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أحسن ما رأيت: القميص الرقيق دينك، والجبّة الوشي ضراطك في الصلاة، والفلوس سوف تفلس، والهاون أن تهان، والدبّة أن يدب إليك فتاك.

وقال بعضهم: ليست الرؤيا كلّها صحيحة إنما يصحّ بعض دون بعض. فقال بعض السامعين: كذا هو، فإني رأيت في المنام كأني وجدت بدرة عظيمة أحملها فأحدثت من ثقلها. فانتبهت فوجدت الفراش مملوأ من الخرء ولم أجد للبدرة أثرا.

وقال صبي لمعلّمه: إني رأيت في المنام كأنّي مطليّ بعذرة، وأنت مطلى بعسل، فقال المعلم: هذا عملك السوء وعملي الصالح ألبسنا الله تعالى فقال الصبي: إسمع تمام الرؤيا فكنت تلحسني وأنا ألحسك. فقال: أعزب قبّحك الله.

وقال رجل للصاحب: رأيت في المنام عمر وفي يده سيف، وهو يريد قتلي فقال له:

إذا رأيته فقل له العب يمسك.

وقال رجل: رأيت في منامي كأني متزر بهاون فقال له معبّر أنك مأبون فلما كشف عن حاله وجد كما قال.

[(٢٠) ومما جاء في علوم الأمم ورموز العرب]

[فنون العلوم]

قيل: علوم الأدب عشرة، ثلاثة شهر جانية «١» : الطبّ والهندسة والفروسية، وثلاثة أنوشروانية «٢» : ضرب العود ولعب الشطرنج وضرب الصوالجة، وثلاثة عربيّة: الشعر والنسب وأيام الناس. وواحد أبر على كل ذلك مقطعات الحديث والسمر وما يتعاطاه الناس بينهم في المجالسات.

وقال بعضهم: رأيت العلوم والامور تدور على أربعة أشياء: نحو يقيم به الرجل لسانه، وطبّ يقيم به بدنه، وحكايات يقيم بها أدبه، وحسن تدبير يتوصل به إلى معاشه.

وكان الإسكندر «٣» وأرسطوطاليس «٤» إذا تسايرا تناظرا في العلم وإذا خليا تشاورا في الملك، وإذا قعدا للشرب تحدّثا في الشجاعة وإذا أرادا الإنصراف إلى مضجعهما تذاكرا الفقه والعفة.

<<  <  ج: ص:  >  >>