[من مال إلى أحد الخصمين لأجل هدية]
اختصم رجلان إلى حاكم فدنا منه أحدهما وقال: قد وجهت إلى دار القاضي فراريج كسكرية وحنطة بلدية وشهدة رومية فقال القاضي بصوت رفيع: قم يا بارد إذا كانت لك بينة غائبة فانتظرها ليس هذا مما يسار فيه، وقيل: الحاكم شيطان ونعم الرقى الرشا.
وتحاكم رجلان إلى المغيرة الثقفي قاضي الحجاج فاهدى أحدهما منارة والآخر بغلة فرأى صاحب المنارة ظلع «١» القاضي مع صاحبه فأراد أن يذكر القاضي فقال: أمري أضوأ عند القاضي من سراج على منارة عظيمة ففطن القاضي لقوله فقال: اسكت فإن البغلة رمحت المنارة فأطفأت نورها. وقال قاض:
إذا ما صبّ في القنديل زيت ... تحوّلت القضية للمقندل
حثّ متحكّم على اعطاء الرشوة
قال ابن طباطبا:
يا خليلي يا أبا الغيث درّك ... نصب القاضي لك اليوم شرك
طلب البرطيل فابذله له ... يسكت القاضي وإلّا ذكرك
لا يهولنّك دنيّته ... أعطه من رشوة ما حضرك «٢»
المهجوّ بأخذ الرشوة
ذكر أعرابيّ حاكما فقال: يقضي بالعشوة «٣» ويطيل النشوة ويقبل الرشوة. قال ابن طباطبا في أحمد بن عثمان البري:
وفينا عاملا عدل وجور ... هما حلفا انبساط وانقباض
فوالى حربنا في وصف قاض ... وقاضينا عقاب ذو انقضاض
واتفق أن وافى أصبهان عليلا، فاحتجب أياما وحضر فيل فكثرت النظارة عليه فمنع عنه الناس إلا ببذل. فقال ابن طباطبا:
شيئان قد حار الورى فيهما ... بأصبهان الفيل والقاضي «٤»
ليس يرى هذا ولا ذا فكم ... من ساخط منّا ومن راض
الفيل يرشى عند سنديه ... فأين سنديك يا قاضي